الحب والثلج:للشاعر سليم عبدالله بابللي من سوريا
[[ الحب و الثلج ]]
من البحر البسيط
بقلمي :سليم بابللي
مابينَ طلٍّ غزا و الوابلُ القاسي
غشَّت سيلَ الرُّؤى غيماتُ أنفاسي
شبورةٌ غيَّبت عن ناظِري أمَلي
لولا التبسُّمُ ما ضاءت بألماسِ
إذ كلّما قارَبَتْ كفايَ ممسكَها
حالَ الضبابُ و زادَ الحالَ إدماسِ
حالَت سُدولُ الشَّرى بيني و بينَ ضَنِي
عافَ الرَّجاءُ يَدي و انضَمَّ إحساسي
فوقَ السّهولِ التي لُفّت بزوبعةٍ
ثلجٌ أتى فجأة من دون إحساسِ
راعت لنا هجمةٌ تجتاحُ مابَصرَت
والخوفُ يدعو هروباً قبلَ أكداسِ
في غفلةٍ جاءنا و الدّارُ في حَنَقٍ
و البؤسُ نادِلُها في طافح الكاس
حلَّ الشتاءُ و ميزانُ الهوى جَدَلٌ
فوقَ المواقِدِ من بادٍ و أرماسِ
من بابِ سعدي و ما رامت لهُ سُفُني
جاءت رياحٌ بِها أدراجَ ميّاسِ
ساقَ الحِصارُ لنا أحضانَ مدفأتي
في مَتنها سُعَرٌ دَحّارةَ الباسِ
ما كانَ حِكراً على الحُسّادِ ما نظَروا
لاحَ الهوى خاطِفاً أنظار جُلّاسي
في حيرةٍ سَهماً أتى و الكُلُّ مننتظرٌ
دِفءَ البياضِ و عونَ الناسِ للناسِ
بعضٌ أساءَ الرُّؤى و السّوءَ أوَّلَهُ
و البعضُ أمسى بأخماسٍ و أسداسِ
عَرَّت هَبوبٌ غَزَتْ أطلالَ سُندُسِها
و العيدُ منها دنا في قاب قُدّاسِ
لبّى نداءَ الثّرى من ذاتِ قاحِلةٍ
ثوبَ النقاءِ لها في عدلِ قسطاسِ
أركانُها غيَّرَتْ أزياءَها و زَهَتْ
في يومِ عيدٍ على إيقاعِ أجراسِ
القلبُ يَصْبو لِما في الوجدِ مِن أَلقٍ
و الرّوحُ ديدَنُها في الدَّنِّ و الطّاسِ
تُملي كُؤوسَ الجوى للناسِ في وَلهٍ
و القلبُ يسعى لها في وقْعِ إبلاسِ
قَرٌ و صَرٌّ غزا و الدَّربُ مُقفرةٌ
أصواتُ ريحٍ عَلَت زادت بوسواسي
أرنو إلى ندفِهِ في دونما أَبَهٍ
في شكلِ مَن راضَهُ مِنْ خَلفِ مِتراسِ
ما كان في لوحتي حُزناً و في فرحٍ
كانت لنا عِبرةً نقشاً بِقِرطاسِ
ما دامَ في حُبِّنا نبضٌ سيجمعنا
أنى يَدٌ هاجَمَتْ باءَت بإفلاسِ
فالليلُ و العُمرُ و الأهواءُ ما عَزموا
ما فادَ في صَدِّهِم سوري و حُرّاسي
من كانَ تَواقَهُ أو كانَ ذو شَنءٍ
أسطورةٌ أينعت في سَطرِ أطراسِ
في طبعِهِ داهِمٌ أطوارُهُ قَدَرٌ
ما فادَ في رَدعِهِ أطوادُ أفراسِ
سليم عبدالله بابللي
تعليقات
إرسال تعليق