امرأة بدون لسان:للشاعر القدير رمضان الاحمد/ابو مظفر العموري من سوريا
امرأة بدون لسان
....................
يا حلوةَ الشفتينِ إنِّي شاعِرٌ
رَسَمَ الحروفَ بِِرِقَّةٍ وَتَفاني
وَعلى شِفاهِ الوردِ بحتُ قصائدي
وَرشفتُ خمرَ أنوثةِ الأحضانِ
وَنَسَجتُ من جسدِ النساءِ شراشِفاً
وبيارِقاً مِن أَروعِ القُمصانِ
وَرَسمتُ خارِطَةَ الطريقِ لِمتعةٍ
جسَدِيَّةِ الأشكالِ والألوانِ
وَقد ارتقيتُ من الهضابِ سلاسلاً
وَأَسَلْتُ آلافاً مِنَ الوديانِ
لم أقترِف جُرمَاً بٍحَقِّ عَواطِفي
فالقلبُ بِكرٌ بالفراغِ يُعاني
و بقيتُ أحلَمُ أن تَرفَّ جَوارِحِي
لِحبيبةٍ يهفو لها وِجداني
حَتَّى رأيتُكِ ذاتَ يومٍ صدفَةً
فملكتِ كلَّ مشاعري وَكَيأني
حاولتُ كَتمَانَ المشاعرِ كلِّها
وَصبابَتي انتصرَت على كتماني
حتَّى حروفي أصبحَت سحريةً
وَشَهِيَّةً ... غَجَريَّةَ .. الألحانِ
كالخمرةِ الصهباءِ تسري في دَمِي
وتَسَرَّبَت في القلبِ والشريانِ
فطلبتُ ودَّكِ فامتنعتِ فهالَني
ذاكَ الصدودُ وَهالَني هذياني
وَضَحكتِ مِنِّي في دلالٍ واضِحٍ
فَشللتِ قلبي بُغتةً وَلِساني
قد زادَ صمتُكِ عن حدودِ تَحَمُّلي.
للصمتِ في لغةِ الغرامِ معانِ
فأنا المُظَفَّرُ والأسودُ تَهابَني
حَطَّمتِ سيفي واستبحتِ حِصاني
وأنا الفُراتِيُّ الذي لا ينحني
إلَّا لِوَجهِ الواحدِ الديَّانِ
أأجيءُ أستجدي غراماً واهِمَاً؟؟
فَخَذلتِني....!! آهٍ مِنَ الخذلانِ
هل كانَ إحساسي بِحُبِّكِ كاذِبَاً؟؟
أم إنَّني أخطأتُ بالعنوانِ؟؟
هذي قصيدتيَ الأخيرةُ في الهوى
فَتَمَتَّعي في.. لَذَّةِ ... الحِرمانِ
قطَّعتِ أوتارَ الفؤادٍ وَليتَهُ
كالعودِ فيهِ مُثالثٌ وَمُثاني
أو أنَّهُ .... كَرَبابَةٍ .. بَدَوِيَّةً
أوتارِها نُسِجَت بِذَيلِ حِصانِ
للقلبِ أوتارٌ فَريدٌ نوعُها
فإذا.. تَموتُ فَما لها من ثانِ
فالحبُّ بالإكراهِ ليس يروقُ لي
والصَمتّ سيِّدتي يَهِزُّ كياني
كُوني كَما كلِّ النساءِ... تَكَلَّمي
لا أعرفُ امرأةً بدونِ لسانِ
.....................
أبو مظفر العموري
رمضان الأحمد.
تعليقات
إرسال تعليق