الهموم تلاطمت:للشاعر المتألق فادي مصطفى من سوريا
الهموم تلاطمت
القلب لو ذاق الهوى يخفيهِ
والعين تفضح ما أفكّرُ فيهِ
جاهدتُ في كتم الغرام معلّلاً
أنّ الجهاد بإمّه وأبيهِ
النّاس تخجل في المحبّةِ إنّما
الكرهُ في وجه الورى تبديهِ
الطّعن في وجه الرّجال مراجلٌ
والغدر ضعفٌ لو رجعت إليهِ
إقرأ حكايات العروبة كلّها
قصصٌ من الظّمأ الّذي ترويهِ
وانظر لمن سلك الطّريق أمامنا
الذّئب أسرع لو أخذت عليهِ
ياجارة الوادي الّذي نفح الهوى
حُرّمتِ عن هذا الهوى وأخيهِ
من قال أنّ الوأد ولّى وانتهى
عاد الظّلام ونحن من يحييهِ
شبه الدّويلات الّتي نشأت هنا
كلٌّ يرى أنّ الصّلاح بِفِيهِ
زمن الجواري والملوك وبطشها
زمن الرّعيّة والرّعاة بتيهِ
ياسائلاً عن قوت طفلك إنّهُ
بيَدِ الرّعاة بغيِّها تحميهِ
اسرج يراعك وامتشق نصل الهوى
وانسب إليهم أوجعَ التّشبيهِ
لا يسمع الذّئب البكاء بخصمه
مع أنّنا عهد السّلام نريهِ
كلّ الأكاذيب الّتي أدلوا بها
أُخِذَت من الإشهار بالتّشويهِ
أحببتُ طفلة خافقي حتّى بكت
من فرط حبّي خفتُ أن أنهيهِ
أين التّخفّي والملوك تجبّرت
والخبز يعرف مخبئي ويَعيهِ
والعاريات من الهموم تلاطمت
كالموج في بحر الأسى يعميهِ
إنّي مَدَدتُ إلى الغريق أصابعي
فتكسّرت من كثرة التّنبيهِ
أغلقتُ أذني واستعدتُ بدايتي
وحملتُ ما كان المنى يبنيهِ
القلب لو ذاق المرارة كلّها
ما أظهر الضّعف الّذي يخفيهِ
بقلمي فادي مصطفى
تعليقات
إرسال تعليق