غاب الضمير:للشاعر السوري فادي مصطفى

غاب الضّمير أبكي وأصرخُ لا أُذناً ولا سَمَعَا ولا مغيثاً لخوفِ التّائهينَ سعى نارُ المدافِعِ ترمي حقلةً يبست فلا شعيراً ولا قمحاً لمن زرعا أيُخجِلُ البحرُ كفَّ العارفينَ بهِ ولا ضميراً لآمالِ الورى رفعا تعذّرَ العيشُ والأجرامُ واقعةٌ على جباهٍ حنت من هول ما وقعا وأسهبَ الموت في غرب البلاد بما يُرفِّعُ الذُّلَّ باستعماء من طمعا أعد رؤاكَ لماضٍ كنتَ تشهدُهُ كان الحضيضُ هنا فازدادَ واتّسعا خرجتُ من نار من يقصونَ أجنحتي دخلتُ في نار من أزرى ومن قمعا جدائلُ النّور لا تُخفى على أحدٍ وغايةُ العتم أن يطمي الّذي لمعا بذلتُ كلّ رغيفٍ في محاببتي وأطبقَ الشّرُّ عيناً حينما اطّلعا عزفتُ من وجعِ الأكتافِ قافيةً علَّ الشّرودَ يزيلُ الهمَّ والوجعا ياغيمة الصّيفِ مرّي دون وشوشةٍ ملّ العباد من الزّيف الّذي قبعا نزعتُ من سفر التّاريخ تذكرتي إنّ الخيالَ مجالٌ في الهوى خدعا كنّا وكان كنانُ السّترِ مفخرةً والآن يعلو بكشفِ السّرّ من برعا أشوكةٌ دخلت في رجل راحلتي حتّى سقطتُ وما من سابقٍ شفعا أمِ المعيبُ بأنَّ الدّربَ مُعتَكَفٌ حتّى أراهُ وحيداً يظهرُ الفزعا تأبّطَ الحقّ شعراً لا رواة له وزُيِّنَ السّرجُ حتى بات مُبتَدَعا أين الأصيلُ إذا ما جئت تطلقهُ منَ الشّبيهِ إذا ما حبلهُ انقطعا فهل سنحنو ونحن الرّفع مقصدنا ونعرف النّورَ من أيّ الجهات دعا بين الدّجى وحلول الصّبح مسألةٌ فلا إجابةَ تُرجى بالّذي خضعا أرح ضميرَكَ واعط الشّمعَ مكرمةً على الدّموع الّتي سالت لتنتَفِعا جميعكم بضميرٍ غاب مختبئاً بحين كان هجوم الذّئب مُختَرَعا فلو سكبتُ مواويلي بمطحنةٍ لسال منها نقيعٌ يجرفُ الجشعا لَإن صمتُّ فلا مرآةَ تعكسني وإن نطقتُ فويلٌ كان مرتجعا ألم ألُمكَ بلام الأمر فالتبست عليك فهماً ولومي للّذي لسعا أفق فجرحك باقٍ غير مندملٍ وغيمة الصّيف لن تحيي الّذي اقتُلعا فهل سنصحو وشمس الصّبح ما طلعت بعد الغروب ولا من صارخٍ سُمعا فادي مصطفى

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

تكويع:للشاعر عبد الرحمن القاسم الصطوف من سوريا

ذات غروب :نص نثري للكاتبة أمل عطية من مصر

خلف الإعصار:نص نثري بقلم الاستاذة منى غجري