عاشق لمدينتي:للشاعر السوري سامر الشيخ طه

قصيدة بعنوان( عاشقٌ لمدينتي)
أنا ابن معرة النعمان
أعشقها
وأعشق أرضها وترابها
وأحبُّ طيبتها
--------------------------
أنا ابن معرة النعمان
أهوى أهلها
من عشتُ بينهُمُ
وفرَّقنا جحيم الحرب
مازلنا نشاطر بعضنا بعضاً
محبَّتها
----+---------------------
إذا ما نمتُ أحلُمُ أنني فيها
وأمشي في شوارعها
أزور المسجد العمريَّ
أعدو فيه منتشياً
أصلي فيه
أدعو الله تفريجاً لكربتها
---------------+----++
وأمضي في أزقَّتها
وفي أسواقها
وأزور قلعتها
----------------------
أطوفُ على بيوتٍ
كانت الأحلى
ومازالتْ تعطِّرُ حيَّنا
بالياسمين وبالورود
وكلِّ أنواعِ الزهورِ
تفوح مالئةً حدائقها
------------------------
أرى التاريخَ يعبقُ في مدينتنا
بكلِّ عصورِه تلقاهُ
يظهر في مآثرها
وفي آثارها صورٌ
لأحقابٍ مضت عنَّا
ومازالتْ تدلُّ على مكانتها
أوابدُها
------------------------
أزور المتحفَ الأثريَّ متحفَها
كنوزٌ قد حواهُ الخانُ
كلُّ مراحل التاريخ حاضرةٌ
من الإغريق للرومان
والإسلامِ
كلُّ عصوره فيه
تراها اليومَ حاضرةً
بإبداعاتها تزهو
وتسمو في مواهبها
----------------------------
أمرُّ على ضريح أبي العلاء
وأقرأ التاريخ
شعرأ كان أم نثراً وفلسفةً
بسَقْطِ الزندِ
أو برسالة الغفرانِ
أُبحِرُ في روائعها
------------------------------
أطوفُ على مقابرها
وأجلس قربَ قبر أبي
وأبكيه
وأبكي غربةً طالتْ
ومازالت تعنِّينا
بحرقتها
-----------------------------
وأمضي خارج العمرانِ
للهرماس والآسي
ووادي العَينِ
بعضٍ من معالِمها
كروم التين والزيتون
في ألقٍ تسوِّرُها
----------------------
أنا المنفيُّ
لاوزراً فعلتُ
لأكتوي بالنار
من شوقٍ لرؤيتها
أنا المقهورُ
من ألمٍ على بلدٍ
تركتُ ولم تزلْ
روحي به
تدعو لخالقها
أنا المجنونُ في حبِّي
وليلى بلدتي انتُهِكتْ
محارمُها
-------------------------
أنا الغافي على حُلُمٍ
بأني سوف أرجعُ
حاملاً
غصناً من الزيتونِ
أزرعُه بتربتها
وأبني كلَّ ما خربتهُ
تلك الحربُ
أرفعُ عن دياري الظلمَ
أبني صورةً للخبِّ
مشرقةً
أعيدُ لها معالمَها
وأحيا في مرابعها
وأُدفنُ في مقابرها
      تمت.   ١٢-  ٢   -  ٢٠٢٠
                المهندس:  سامر الشيخ طه

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

تكويع:للشاعر عبد الرحمن القاسم الصطوف من سوريا

لأجلك:للشاعرة لمياء فرعون من سوريا

دموع الورد:بقلم الاستاذة منى غجري من سوريا