أيبكي العتم من اطفا شموعه:للشاعر اليمني بسام اليافعي

أيبكي العتم مَن أطفا شموعه...

أنا العربي في زمنٍ أضاعتْ
عروبتُه من الدنيا شعاعه
وباعتْ بالدناءة ثوب عزٍ
والبسها الردى ثوب الوضاعة
تآكل ثوبها العربي لما
تخلتْ عن كرامتها القناعة

تُبالغ في التعري كالبغايا
بدعوى الانفتاح أو اصطناعه
وتَعرضُ نفسها في كل ملهى
لتُغري العاشقين بها المياعة

وتُسْحَقُ تحت رغبتهم لتُبْدِيْ
حداثتها لهم . سمعا وطاعة
تُدللهم وتبذل في رضاهم
 كنوز الأرض خيرات البضاعة
نجوع لتُشْبِعَ الأغراب منا

وتُطعمنا لأوباء المجاعة

وتُسرج للعروج لهم خيولا
ونحن على الحواشي كالإشاعة
وتجعل من جماجمنا حقولا
لأقذار التجارب والخناعة
كما شاؤوا تفصِّلنا ثيابا
وتقتل من ملامحنا المناعة

على أطماعهم نمشي حفاةً
ونعلن أننا جار  الطباعة
تمزقنا العروبة كي يُقِيموا
على أنقاضنا عرش السباعة
وتفرش من رموش العين مهدا
لما قالوا وترغمنا اتباعه
تُؤرنبنا إذا صاحوا ونُرغي
على بعضٍ تجاعيد الشجاعة

وفي القدس الحبيبة ألف عارٍ
يلاحقنا وفي الشام ارتجاعه

وبغدادٌ تعاني من ميوعٍ
 تفاقم في عروبتنا اتساعه

ويبكي النيل في مجراه أهلاً
تعاموا عن معاناة  انقطاعه
فما صنعاء من تبكى ولكن
على كل العواصم انطباعه
نبيع الدين والدنيا ونمشي
غثاءً دون أدنى الإستطاعة
على جسد العروبة ألف سهمٍ
يفتتها ويعجزنا اقتلاعه
أياشمسا تورات عن سمانا
أيبكي العتم من أطفا شموعه .!

بسام اليافعي