اتيتك عاشقاً:للشاعر السوري اكرم عبد الكريم ونوس
أَتَـيــــتُـكِ عـــاشِقـــا
----------------- بحر الوافر
سَلي روحي وَقد عجِزَ الكَلامُ
تُـجيـبُـكِ: أَرفِقــي أَنتِ المــرامُ
فَفي مِحرابِكِ انتَبـذَتْ مَكاناً
عَـلِـيّــاً لا يُــطـــاوِلُـــهُ مقـــامُ
وَكُنتِ لَها السَّكبنَة يومَ رَوعٍ
وَفي بُردَيــكِ يَغمُـرُهـا السَّلامُ
بِدَوحِكِ تَمرحُ الأَطيارُ فَجراً
وَيَعشَقُ دِفءَ مَغناكِ اليَمــامُ
وَفي أَفيائِكِ الأَرهارُ نَشوى
فَمِنْ خَمرِ الهَوى سَكرَ الخُزامُ
وَطَيفُكِ لَوْ يَمرُّ حَيالَ طَرفي
غَدا في الجَفنِ مُشتَعلاً ضِرامُ
أَنا بَحرُ الصَّبابَةِ مِن عُروقي
وَبَيـنَ جَوارِحـي خُلِــقَ الغَــرامُ
أَتَيتُكِ عاشِقاً وَسَكَبتُ حُبِّي
عَلى شَفتَيـكِ فَاحتَرقَ اللِثامُ
أَرِقْتُ وَحيلَتي سَهرٌ وَخمرٌ
وَكيــفَ لِعـاشِقٍ يَحلـو المَنـامُ
أَقولُ وقد أَضاءَ الشَّيبُ رَأسي
أَلا يـا قــلـــبُ لَـو أَنِّـي عُــــلامُ
وَأَعدو بَينَ أَجفانِ الرَّوابي
وَ أَلهــو كَيـفَ شِـئْتُ ولا أُلامُ
يُعاتِبُني الرِّفاقُ ولَستُ أَدري
حَـــلالٌ أَن أُتــيَّــــمَ أَم حَــــرامُ
وَقالوا قد كَبرتَ على التَّصابي
ومثلُكَ لا يَليــقُ بهِ الهُـيــــامُ
فقُلتُ وقد أَثارَ الحُزنُ شَجْوي
وأَضرمَ جُذوةَ الغضَبِ المَلامُ
فُؤادي لمْ يَشِبْ وَيفيضُ عِشقاً
وَوجـــداً لا يُـبـــــاعُ ولا يُـســامُ
ورَحـبُ فِنائِــهِ وَسِـعَ البَرايـــا
أَيُنكِـرُ صِدقَ صَبوَتِــهِ الأَنــامُ !
شِعر
أَكرم عبدالكريم وَنُّوس
سوريا
تعليقات
إرسال تعليق