المغني :للشاعر السوري حسن علي المرعي
...المُـغَـنِّيْ ....
مِنْ سَنا عَينَيْكِ أمْ مِنْ لَيْتَ أَنِّيْ !
أسـتَقِـيْ خَمرَةَ ما قَلْبيْ يُـغنِّيْ
ما لَذيذُ الكأسِ لو دُنْـياكِ خَمرٌ
بِلَـذيـذِ الـرّاحِ لو بـُـحَّ المُـغَنّـيْ
كَيْفَ لِلقلبِ الَّذي في البُعدِ يَرضى
يَسكُنُ الصَّدرَ الَّذيْ أولَيْتُ فَنّيْ
نـاكِرٌ مَعنى الرِّضى بالقُـربِ قَلـبٌ
لـو قليلاً في غِـيابِيْ لم يَصُنّـيِ
لا مُهـِمّاً ... لـو تَسـاقَـيْنا بِكـأسٍ
وعلى بُعـدِ التَّـلاقِـيْ لم تَـحِنِّيْ
فَـأُنـاجِـيْـكِ بِـمـا أدعُـو رَجـاءً
و تَـحارِيـنَ جَـوابـاً أنْ تَـظُـنِّيْ
بالتَجَـنـّيْ ... دُونَما ذَنْـبٍ لِعَيْنيْ
أو بِشَكٍّ في الأمانيْ و التَّمَنِّـيْ
فالهـوى أنَّـا تَـشـارَكْنـا بِـخَمـرٍ
مِنْ لَذيـذِ اثـنَيْنِ ألحاظٍ و دَنِّ
سـاكِنٌ فـي كُـلِّ أنـفاسِكِ حُبـّاً
طِبْقَ ما أنتِ المُعَنَّى والمُعَـنِّيْ
لا أُمَنِّـيْـكِ ... وحـاشَـى أنْ تُـمَـنِّيْ
فَغرامـِيْ أنْ تـُساقـِينيْ و مُنِّـيْ
واعتَبيْ إنْ كُنْتُ لِلعُتْبى بأهلٍ
أو يَليقُ العَتْبُ في شَيْباتِ سِنّيْ
وأملأيْ كأسَينِ مِنْ نَهدَيكِ كِبْراً
واشرَبِيْ كأْسَينِ مِنْ وَهْنٍ لِوهْنِ
فالحـرامُ المَحـضُ ألَّا نَتَعـاطَى
مِنْكِ رِيقُ الثَّغْرِ والكاساتُ مِنّيْ
وجَمالُ الدِّينِ أنْ أحياكِ ليلاً
وجَمالُ اللَّيلِ أنْ تَرضَـينَ عَنّـيْ
وجمالُ اللهِ في أحلى عُـيونٍ
صُبَّ مِنْها الجِنُّ في كأسِ التَّجَنِّيْ
فاشرَبيْ نَخْبيْ بِما يَحمَرُّ لَـثْماً
بَعـضُ آثـارِكِ فـي كأسـيْ أُمَنّـيْ
أنتِ تَزدادينَ مِنْ عُمْرِيْ شَباباً
وأنا أشــربُ ما عَيـنَـاكِ .. تَـعـنِـيْ
فَعلى الأعرافِ مِنْها ألفُ نَجْوى
لـو سَـرقْتُ النَّومَ مِنْها لم تلْمْنِي
أوسَعَتْ ليْ بينَ نَهدَيْها طَريقاً
حَفَّ بالصَّهباءِ مِنْ لَونٍ و لَونِ
أدخُلُ الجَّنَّةَ من بابـَيْكِ طَوْعاً
بابِ زِيقِ الثَّوبِ أو مِنْ بابِ رِدنِ
الشاعر حسن علي المرعي ٢٠١٨/٨/٢٥م
ـــ الجِنُّ : مِنْ أنواعِ الخَمرةِ
تعليقات
إرسال تعليق