وحدك تقرأ:للشاعر السوري محمد علي الشعار

 وحدَكَ تقرأ 


تألّقَ في وردِ الندى كلما افتتنْ


وفي عُشِّهِ المركونِ أغنيةُ الشجنْ 


تصفَّحَ أنفاسَ الصباحِ ونسمةً 


على كلِّ وِردٍ منهُما وجهُه الحَسنْ 


و يشبكُ جفنيهِ بجفنَيْ حروفِه 


ليلقطَ طيفاً فرَّ بالروحِ والكفنْ 


يُجنِّحُ أضلاعاً ويذرِفُ عَبْرَةً


لترجِعَ من ريحِ الصبا قُبْلةً وحُضن 


ويصرخُ في وادٍ ويرقبُ صرخةً


وخلفَ صدى نايٍ  وتمتمةٍ كمَن 


وإنْ كنتَ ما قبلَ الشموعِ كبعدِها 


وبدرُكَ قاضي الليل ِبينكُما فبَنْ 


تنسكتَ صمتاً وافتدتْكَ صلاتُه


 ولمّا غزوتَ النحلَ تجني الرحيق زَنْ


قضيتَ سوادَ العمرِ تُعرِبُ جملةً


تُصَدِّرُ أفعالَ الغرامِ بلمْ ولنْ 


ويُبديكَ وجهٌ في الغرابةِ مَدهشاً


فكنتَ كماءٍ في السرابِ ولم يكنْ 


سأنشرُ بحرَ الليلِ دونَ نهايةٍ 


لينتقلَ الحلْمُ المُشاطِئُ بالسفُنْ 


أُلوِّنُ باللونِ الخضيرِ أصابعي  


لتنمو عليها السُنبلاتُ بلا زمنْ 


إذا كنتُ لم أُعطِ السماءَ جناحَها 


ولا النجمَ أنظاري أعيشُ إذاً لِمَنْ ؟


تجرَّدَ نخلٌ من هجيرِ رمالِه 


ومن دمعِ شمسٍ كان يُسقى بهِ فَجُنْ 


ولي هاتِفٌ يرقى المنافي وكلّما 


لبِستُ ثيابَ الجَفنِ فوقَ الوسادِ رنْ 


يُسَفِّرُ مجنونُ الحروفِ غيومَهُ 


وكلُّ شِراعٍ شاردٍ من وراهُ فنْ


يُدوِّرُ فوقَ الأفْقِ ناعورةَ السما


وفي الأرضِ نايٌ حنَّ فيهِ النوى فحَنْ 


وما ماتَ يوماً دونَ وَقْدِ يراعِه 


وحينَ صحا من غفوةِ القافياتِ ظنْ 


أنا بيتُ شعرٍ لمْ يمرَّ خيالُهُ 


 على ظلِّه إلّا تطرَّزَ بالفننْ . 


محمد علي الشعار 


١٨-١٠-٢٠٢٠

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

تكويع:للشاعر عبد الرحمن القاسم الصطوف من سوريا

لأجلك:للشاعرة لمياء فرعون من سوريا

دموع الورد:بقلم الاستاذة منى غجري من سوريا