نور من النور:للشاعر اليمني محمد أحمد الديم
نورٌ من النّور
***
نورٌ من النّورِ يهــوى ضوءكَ البشرُ
النــّورُ نُــوركَ لا شــمسٌ ولا قمرُ
إن لم نشاهدْ مُحيّاكَ الكريمِ فقد
رأت بصــائرُنا ما لم يــرَ البـَـصــرُ
ما رؤيةٌ ســبــقت نورًا يصاحــبكم
يا من هواكَ لقلبي السّمعُ والنّظــرُ
كان الورى قابِعًا في ظُلمةٍ كُشفت
بنورِكم فاســتنارَ الرّيفُ والحــضرُ
وقد أُنيرت نفــوسٌ طال غيهــبُها
واستبشرت بالضّيا بعد الدُّجى مُضرُ
مــا آمــنــت أمّــةٌ إلا بِــكــم كبُرت
أما الذين أضــلّ اللهُ قــد صــغروا
يا خاتمَ الرّسلِ إن الشوقَ يصهرني
ففي حشا مهجتي الأشواقُ تستعرُ
كم حَلّقت في السّما تبغي ثراكَ فلم
تعيا بذاكَ, ولم يشقُقْ بها السّفرُ
مازلــتُ أرسِــلــها - دومًا - وبُغــيــتها
على ثراكَ ـ شفيع الخلقِ ـ تعتمرُ
اليأسُ من يأســــهِ ألــغى مهــمتَهُ
بل إنّه فوقَ ســــورِ العــزمِ ينتحرُ !
لقلبي الحــقُّ أن يسعى إليكَ وقــد
سعتْ إليكَ حبيبي الطّيرُ والشّجرُ
وكيف للــصبِّ أن يهـنا بخــِلوتـهِ
وليلــهُ مــالــهُ من غيــركم قَــمرُ ؟!
أخلصتُ حُبّي لكم يا سيّدي رَغبًا
ويستجيبُ لنجوى المخلصِ القدرُ
من كــان حــُبُّ رســولِ اللهِ مؤنسَهُ
ما شَــاقهُ في الدُّنا هَــمٌّ ولا كدرُ
عليك صلّى إلهُ الكونِ ما عبقت
في روضِنا والرّبا الأزهارُ والثّمرُ
***
محمد أحمد الدِّيَم
تعليقات
إرسال تعليق