ليلة اعدام الجمال:للشاعر السوري بسام البهلول
(( ليلة إعدام الجمال ))
أرأيــتَ إذْ وجــــهُ الصـبــاحِ مُـجَـهـَّــمُ .. ونسيمُـهُ كــَرِبٌ كـئيـبُ مُـجـَرْثـَــمُ
يـهـفــو إلـى أشـــلاءِ نـرجسـةٍ قـضـتْ .. وبـقـيــةٍ لـــدمِ الخـــزامــى يـلـثـُـمُ
ويــجـــولُ مــا بيـنَ الـحـقول وقدْ بـدتْ .. كـمـثـالِ مِـفـحَـمَـةٍ ذَرَاهــا القـَيــّـمُ
جـنـَــــاتُ أرضِ الله تـــربُ جـــنــانـِـهِ .. زُهِـقـَتْ بنـارٍ قــدْ قضاها المُجـرِمُ
غـــابـاتُ أرْزٍ أُعــــدِمَـــتْ بــهـنـيـهــةٍ .. فـبـدتْ كـقاعٍ صـفصَـفٍ لا يـَخــدُمُ
ولشــجـــرةِ الـزيــتـونِ شــــؤمُ حكـايـةٍ .. مـاتـتْ بـحـملٍ قــد حبـاها الأكـرمُ
قـُـطِـعَـتْ يــــداها إذْ تــجـــودُ بـخيــرِها .. كـمـثـالِ عيسـى يـُستَبـاحُ ويـُـعــدَمُ
وجــنـائـنُ الجــــوزِ الشَــمـوخِ ومثـلُــها .. لـــــوزٌ ورمَّـــانٌ وتــيــنٌ مُـخـــَدَّمُ
وعــرائـشُ الـعِــنـَــبِ الـبهـيَّـةِ ودَّعَـــتْ .. وهـيَ المُسَــاقـَةُ للمـمـاتِ وتَبـسُـمُ
اضربْ بطرفِكِ حيثُ شئتَ علـى المـدى .. ما غـيرُ أمــواجِ السـواد سـيـُرسَمُ
يــا ويــحَ قـلـبي كـيــفَ لـــي تـوصـيفُــهُ .. قـتـلَ الجمــالِ وقـــدْ بـَـراهُ المُنْعِـمُ
إلا الحـكــومَــة قـــــد أهـــابَ لـنـجــــدَةٍ .. كـلُّ ابنُ خيـرٍ فـي الضـَميـرِ مُنــَعَّمُ
لا يـَــــدَّ مـــنْ مــُتــنـَفـّـذٍ مـُــــدَّتْ لــــها .. وهــو الغــيـابُ المسـتهينُ المُـظلـمُ
أيـجــــوزُ فــي عُــــرفِ البــناءِ لـــدولـةٍ .. غـضُّ العـيـونِ عـنِ المواردِ تـُهدَمُ
لا بــــاركَ الــمـولــى بـمســــؤولٍ لـــــهُ .. يـَـــدٌّ بـحـجـبِ مـَعـونــَـةٍ أو يحـرُمُ
عُــــدِمَ الجــمـالُ وقُـــطِّـعَـــتْ أوصـالُــهُ .. لا صــــوتَ معـتـرضٍ ولا مـتـكلـِّمُ
غـــابـتْ خـصـــالُ الصـــالحيـنَ وفعلـُهُم .. وغـدا الفســادُ ســنا العـقولِ يُحَطّمُ
رحـمـــاكَ ربـِّـي قـــدْ تـنـاسيـنا الـهـــدى .. وغــَدَتْ تــُوجِّهـُنا الميـولُ وتـحكـُمُ
ربــّـِي أعــــدْنــا للـعـقــــولِ وهــــديــهـا .. أنــتَ الغـفـورُ بـكَ المــلاذُ فنـســلمُ
(( بسام البهلول ))
تعليقات
إرسال تعليق