النخب اليتيم:للشاعر السوري حسن علي المرعي
.... النَّخْبُ اليَتِيمُ ....
هَيا شَحرورَةَ الشَّجَرِ الوسِيمِ
لقد ضيَّعتُ بينَ الأَيْكِ رِيمِيْ
مَريضُ غَزالَةِ الحَوراءِ عَيْناً
فَلُومِيْ .. ليسَ حَقُّكِ أنْ تَلُومِيْ
على آثارِ خُطوتِها شَذاها
فَحَيْثُ رَوائحِ الفِردَوسِ حُومِيْ
تَماهَتْ والوُرودَ فَغابَ طَيْفٌ
حَبيبُ النَّشْرِ مِنْ فِرعٍ كريمِ
غُلَالةُ خَصرِها السَّكرانِ تُوحيْ
بِحَيثُ تَقيلُ هادِئةُ النَّسيمِ
و ظُلَّةُ شَعرِها كِظلالِ رُوحيْ
مَعارِجُ جانِحَينِ على غُيومِ
هُناكَ إذا أرَيْتُكِ بَعضَ قَلبيْ
تَعرَّشَ مِثْلَ دالِيةِ الكُرومِ
وبَعضاً مِنْ وُلُوعِيْ لم يَصِلْها
يَمُدُّ نِياطَ ذِيْ دَنَفٍ حَليمِ
تَحلَّيْ بالشَّجاعةِ واستَهِيمِيْ
بها ما كانَ مِنْها مُستَهيمِيْ
مَواجِعَ ساكَنَتْ رُوحيْ فأغْفَتْ
وذِكرى تأْمُرُ الأشواقَ قُومِيْ
وزَوجَ لَواحِظٍ نَجْلاءَ تَرمِيْ
فلا تَستَأْمِنِيْ خَدَرَ السَّهُومِ
رَمَتْنيْ غَفْلَةً مِنْها و عَيْنِيْ
تَظُنُّ بِأنَّها بالهُدْبِ تُومِيْ
وشاءَتْ أنْ ترانِيْ دُونَ هَمٍّ
وفِيها كُلُّ جالِبَةِ الهُمومِ
ذَكرتُ فَجَدَّ مِنْ جُرحيْ قديمٌ
تَذكَّرَ ثَورَةَ الوجَعِ القَديمِ
فإنْ لاقَيْتُها خَبَّأْتُ مِنْها
رُضابَ سُلافَةٍ مِنْ كَرْمِ رُومِيْ
أُداويْ غَيْبةً كُبرى وقلْبيْ
نَديمُ ذواكِرِ النَّخْبِ اليَتيمِ
وإلّا فالحياةُ بلا حَبيبٍ
شَماتَةُ حاسدٍ وعُيونُ بُومِ
وعَدْتِ فأنْجِزِيْ دَينيْ وإلّا
أكونُ رُمامَةً أو في الرَّمِيمِ
الشاعر حسن علي المرعي ٢٠١٨/٧/٥م
تعليقات
إرسال تعليق