الأيام غادرة:للشاعر السوري فادي مصطفى
الأيّام غادرةٌ
دخلتُ الحيَّ أنشدُ من ينادمني
فما حَظِيَت مناجاتي بأصحابِ
ولا ابتسَمَت دروب الحيِّ في طلبي
كثيرٌ كان قبل اليوم في بابي
تناديني بساتيني لأنفقها
لكلِّ النّاس من بابي لمحرابي
ولم أحسب حساباً من يدي لغدي
فأيماني رداءٌ فوق جلبابي
صفير الرّيح دوَّى كي ينبِّهني
فخلتُ الرّيح خيراً عند أنسابي
ردود الخير جاءت كي تعذّبني
لغيرِ الخير ما أوردتُ أسبابي
فما ذنبي إذا الأيّام غادرةٌ
وما ذنبي إذا وَصَلَت لأعتابي
قضيتُ العمر درب الورد أزرعهُ
فعاد الشّوكُ يدمي فيه أثوابي
وقافيتي الّتي كانت تغنِّيهم
غدت ثكلى فما عادوا بأسرابي
حزيناً بتُّ أمشي دون أجنحةٍ
فهل تملي سنوُّ اليأس أكوابي
بلادي تشتكي من ذا يداويها
مراكبنا غدت من دون أخشابِ
وكلّ مطامع الأغراب في بلدي
كأنّ البيت فيها دون أبوابِ
سنوُّ القحط تأتي مثل أحجيةٍ
ولن تختارَ إلّا بعض أحبابي
بقلمي فادي مصطفى
تعليقات
إرسال تعليق