زراعة الصديق:للشاعر السوري غسان الضمان
زراعة الصديق : ( البسيط )
أنادم الخلَّ كي نُروي زراعتنا
لتثمر الروح من طيب زرعناه
زرع الصديق كما الأزهار نزرعه
نرويه بالطيب كي تسري شذاياه
إزرع صديقا وكن بالطيب منهله
تنال منه كفافا من عطاياه
من يزرع الورد قد يجني محاسنه
وزارع الشوك زهر الشوك أدماه
فازرع صديقا جميل الخُلْق منشؤه
لِتُرْوه الطيب ، لا تبخل بسقياه
وزارع الورد إن يكفي سقايته
يجد شذاه على السُّمّار ملفاه
يازارع الطيب إن تحصد مواسمه
غلال وَفْر من الأطياب مجناه
فالأرض ملأى أزاهيرا معطرة
تجفُّ لولا الثرى ما القَطر أنداه
ياصاح إيّاك أن تغتال مرتبة
تسمو بها شرفا إن نالك الجاه
وكن أمينا على خلٍّ تنادمه
لاتطعن الظَّهر إن أعطاك مقفاه
محافل الناس لا يخفى لها خبر
والذِّكر يبقى ليلقى الفرد مثواه
فقلّما نجد الأصحاب والفة
وأين من صاحب يغليك مرباه
إن كنت في محفل فاترك به أثرا
والبئر مايحتويه القاع أعطاه
كم من عثير تراه اليوم ملتجئا
ويقتفي لسليل كان أجزاه
فصُنْ صديقك إن تسمو به شرفا
حاذيه واتبعه لا يخفاك مسراه
يجزي العطايا ويتلوها بمكرمة
وينده الله : نُعمى منك ربّاه
ويحمد الله في خير يجود به
وخير قول له أنْ يُحْمَد الله
يسراه يخفى عليها ماتناوله
من العطاء وصنع الخير يمناه
إِنْ يُذْكَر الطيب أَوقِدْ مايعطِّره
لا تترك الطّيْب يخبو في خفاياه
وسائل الناس عمّن أنت تشغله
لا يشغل القلب من لا يذكر الفاه
كم أسأل الصُّحْب عن خِلٍّ ينادمني
بحُسْن خُلْق وطيْب حين ألقاه
وايْمُن الله إِنْ ألقاه أذكره
مابين صحبي لتستقصي مزاياه
.......................................
بقلمي : غسّان الضّمّان
تعليقات
إرسال تعليق