على شفير اللظى:للشاعر السوري فادي مصطفى
على شفير اللّظى
ارفع جبينكَ واشمخْ أيّها الكذبُ
فالصّدقُ راح بظلّ الفقر يحتجبُ
مغرورةٌ كتبت للشّعب تنصحهُ
وفي النّعيم لها الألماس والذّهبُ
كيف الصّمود إذا الأمعاء خاويةٌ
والطّفلُ يزحف والغربان ترتقبُ
فابن الشّهيدِ شهيدٌ في مجاعتهِ
وابن الوزير له التّذكارُ والنُّصُبُ
القهر يعزفُ ألحاناً على وتري
يبكي وفيه جباه النّاس تلتهبُ
ما أصعب الظّلم والظّلّام جِلْدَتنا
ما أهون الموت والأعراف تنقلبُ
النّصر أكبر من طيفٍ يراودنا
فالنّاس تحت قيود الجوع قد غُلِبوا
أفديك يا وطني والرّوح أبذلها
قال العدوُّ إذاً .. للنّصر نقتربُ
كيف انتصرتُ وطفلي جائعٌ أبداً
أمّي الّتي نزفت أبناؤها ذهبوا
يُحكى بأنَّ زماناً كان مُنقضياً
فيه الملوك قصور المجد قد نَصَبوا
راح الزّمان وراحت كلّ مملكةٍ
فلا الملوك بهِ عاشوا لمَ اكتسبوا
كم من غنيٍّ تلال المال تخنقهُ
وكم فقيرٍ لطيب العيش ينتسبُ
مال الحرام بنارٍ سوف يحرقهم
فالبحرُ يُغرقُ من في موجهِ لعبوا
أمّا البسيط فلا شيئاً يخاف بهِ
والزّهر تهطلُ في أوراقهِ السُّحبُ
وينشرُ العطر من مكنونه كرماً
فالكَرمُ جادَ ولو حبَّاتهُ نضبوا
هذا الزّمان زمان المال يا أسفي
والذّلُ زاد وجرم الظّلم يُرتَكَبُ
شهادة الفخر قد صارت لذي ترفٍ
أمّا الشّهيدُ فلا فخرٌ ولا عتبُ
مراكبٌ بصخور اليأس عالقةٌ
ولم نجد لشراع الفكر ما يجبُ
ظنَّ الفَرَاشُ بأنّ النّار تدفئهُ
فجاء طيراً ونور النّار يلتهبُ
على شفير اللّظى كلّ البلاد غدت
وكلّ من سنحت أحوالهم هربوا
يبقى الأصيل عماد الأرض يزرعها
علّ الأماني بظهر الغيب تُكتَتَبُ
متى الحقيقة تروي ما نكابدُهُ
متى الظّنون ستفنى أيّها العربُ
فالله ما عاقب الأعراب عن عبثٍ
حاشا وكلّا فنحن الأصل والطّلبُ
بقلمي فادي مصطفى
تعليقات
إرسال تعليق