شاهدٌ بيساري:للشاعر السوري فادي مصطفى

 شاهدٌ بيَسَاري 


ضرَبَت رياح السُّوءِ في أشجاري 

وتساقطت تحت اليراع ثماري 


وتبوَّأ الدَّيجورُ عرش مراكزٍ 

حسّاسةٍ لن تهتدي بحوارِ 


قلمي يجاهدُ ناصراً مستنصراً 

يجري كنهرٍ والجفافُ بداري 


أنا لو قَصَدتُ مديح قومٍ كاذباً 

لعَلَوتُ عند مراتبِ الأقمارِ 


من ذا يحلِّلُ جوع أطفالٍ هنا 

سيلازم الشّيطانَ بالإقرارِ 


أجرُ الكذوبِ دراهمٌ وستنتهي 

والصّدقُ يبقى قبلةَ الأخيارِ 


قلْ قولَ حقٍّ فالحياةُ قصيرةٌ 

واجعل حروفك مثل سهم النّار 


جابهْ شياطين الظّلام وشرَّهم 

واجعلْ بشعرك شعلةَ الأنوارِ 


كن صادقاً فالصِّدقُ أنجى يا أخي 

كن في رقاب الغدر كالمسمارِ 


أشعلتُ نار الخائفين بظلمةٍ 

وجعلتُ قولي نصرةَ الأبرارِ 


هذي دمائي في المحابر أُذرِفَت 

وغدت مداداً ينتهي لقراري 


ممّا نخاف ونحن في قلب اللّظى 

والجوع فوق بقيَّةِ الأوزارِ 


من كان يمشي في العواصف غارقاً 

ماكان يخشى شدَّةَ الأمطارِ 


أنا لا أميل مع الرّياح بعصفها 

جسدي يجابهُ هبَّةَ الإعصارِ 


عشْ بالكرامة أو فلا تنصت لنا 

إنّ المذلَّةَ لن تهزَّ جداري 


خذْ من كتابي واستمع لحقيقتي

أنا لن أكون بعهدة الأشرارِ 


فبكلِّ قولٍ للحقيقةِ شاهدٌ 

وقصيدةٌ تروي أصول بذاري 


أنا من جبال الحقِّ نهج هدايتي 

أنا في طريق الصّدق والأحرارِ 


أنا لي جذورٌ لم تلج بخيانةٍ 

من جدِّ جدِّ الجدِّ بالأطوارِ 


أنا من أبي ودمي يخوض معاركاً 

حلبَ الجريحةَ شاهدٌ لمساري 


في كلّ أجزاء الخريطةِ مَعلَمٌ 

يروي حكايةَ منهجِ الإصرارِ 


اسأل جبال اللّاذقية عن دمي 

اسأل دمشقَ وغوطةَ الثّوَّارِ 


هذي جراحي لن تكذِّبَ من أنا 

إنّ الرَّصاصةَ شاهدٌ بيساري 


هل بعد أن قدَّمتُ قرباناً لكم 

جسدي وروحي ينتهي مضماري !!


إيمان قلبي أنّني الفادي لكم

ولدي سيأخذ عن يدي أسفاري 


والنّهجُ يبقى طالما بقيَ الورى 

بالسّنديَان شواهد الأخبارِ 


شرف الشّهادة لم أنل بمعاركي 

باقٍ أنا كي تعتلي أشجاري 


بقلمي فادي مصطفى

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

تكويع:للشاعر عبد الرحمن القاسم الصطوف من سوريا

لأجلك:للشاعرة لمياء فرعون من سوريا

دموع الورد:بقلم الاستاذة منى غجري من سوريا