ذاتوية الفكرة وروح الإنتماء:مقالة للاديب العراقي كريم جبر

 ذاتوية الفكره

وروح الانتماء

---------------------

_________________

منذ الصبا كنت اقتبس مشاهدا من الواقع المعاش واضعها محل التساؤل في غرفة الذاكره ..

كنت مدركا ان فكرة العدالة المطلقه لا يمكن ان تنمو في الواقع الانساني الذي تتنازعه رغبات افرادا قد تتخذ طريقا واحدا مع خطى الجماعة لتصبح غاية جمعيه وذاك بعض ما حدث حين تمددت الامبراطوريات العربيه والعثمانيه والفارسيه ,ثم قامت قوة اوربا تحت راية بريطانيا وفرنسا مرة وامريكا مرة اخرى ,ثم ظهرت المانيا اذ تصور رجل فيها انه من الممكن ان يقيم جسرا بين طموحه وطموح الجماعة في عملية سطو على المشاعر وخزين العقل بالترغيب والترهيب ليهيمن على مساحة كبيره من اوربا !!

ان الفكرة التي اطلقها القاده وغلفت بمنظومة القيم وربما اشتغلت تلك المنظومه في بعض الجزئيات في المكان والزمان لضمان ديمومة قبول السلطه هي التي سادت المشهد.. والآن ما الذي جعل امبراطورية الاتراك تصافح العدو التاريخي بل تنتمي اليه وتسير بمنهجه مع اضافةبعض النكهات الشرقيه الى النظام السياسي والاجتماعي؟ ,لا بل دخلت معه  في حلف الناتو ! هل كان القادة الاتراك الجدد على خطأ؟

لقد راى القادة مابعد الحرب الأولى إن الملائكه لم تهبط الى الارض لنصرتهم ربما لظلمهم لرعيتهم او لابتعادهم عن منظومة القيم لكن العامل الحاسم هو شعورهم بأن مدفع السلطان مراد لم يعد يساوي شيئ امام مدافع الحلفاء ومدرعاتهم وطائراتهم ,هكذا هو الواقع على الأرض, فرأو ان الحل في تبني التكنولوجيا ولا شك انها في حوزة العدو الذي تقتضي السياسه ان يصبح صديقا,وهكذا بنيت قاعدة انجرلك التي انطلقت منها طائرات التحالف لتضرب بغداد عاصمة الامبراطوريه العربيه في كانون الثاني من العام 91!! ,وهكذا اصبحت منظومة القيم في الشرق محل امتحان, اما العرب وفي ظل ثقافتهم الصحراويه في تمجيد الغالب ونبذ المغلوب فلم يستخدموا اي رياضة بسيطه لخلايا الدماغ ,فانقسمو بين ممجد للاتراك وممجد للايرانيين وبوق للامريكان , واستمرت الحال كما هي عليه قبل 14 قرن قبائل تحارب بعضها البعض من محيطهم الى خليجهم ....

السؤال الآن: كيف نبني مجتمع له شان بين المجتمعات دون فكر ومفكرين بل كيف نعلّم الناس ان صون دماء المفكرين فضيله؟ اعتقد انه امرٌ ليس بالهين..وقد يحتاج الى نخبة من الاطباء  لابدال الحمض النووي لدينا...

______________

كريم جبر / العراق / بابل

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

تكويع:للشاعر عبد الرحمن القاسم الصطوف من سوريا

لأجلك:للشاعرة لمياء فرعون من سوريا

دموع الورد:بقلم الاستاذة منى غجري من سوريا