اهلاً بالخريف:للشاعرة السورية بهيجة خضور
أهلاً بالخريف
هذا الخريف أتى مستعرضاً صلفا
والقلبُ رحّبَ بالآتي وما وجفا
أهلاً وسهلاً بفصلٍ خطوُهُ حلمٌ
يغازل الوجد في ذكرى لما سلفا
أحتار! هل أحتفي وأنتَ ذاتُ صباً
أوجعتَ قلبي غداةَ البينِ اذ أزِفا
ماذا أقول لحبٍّ أنتَ شاهدُهُ
وما أقول لنبضٍ خنتَهُ وعفا
وهل أعاديكَ أم أُغليكَ منصفةً
وأنتَ من كفكف الدمعَ الذي زُرفا
مالي حسبتُكَ مغروراً أخا وجعٍ
في حين انت الذي قد عاهدَ ووفا
لكنني عدتُ واستذكرتُ حافظنا
إذ أسرج الخيل في تشرين ما اعتسفا
وحقّقَ النصر في فصلٍ غدا مثلاً
لكل فخرٍ وجاء المجدُ معترفا
وقد تكرّس في سوريتي أسداً
أباً لنا ولتشرينين لو وُصفا
تشرينُ صحّح خطوات وسدّدها
وصنوُهُ ركز الرايات ما خَلَفا
وجيشنا البطل المغوار توّجها
بوقفة العزِ لحنَ النصر قد عزفا
قد كنتَ عرّابَ أفراحٍ سُعِدنا بها
فوافق الدهر يوم السعد مؤتلفا
ألملم الفرح أطيافاً غدتْ أملاً
يقتاتُ ميقاتَ غيثٍ وقتهُ أزِفا
فصلٌ جميل وقد طاب الهواءُ به
تزاحم الخير في الأرجاء مكتنفا
أوراقُكَ الصفرُ غطّت وجهَ يابسةٍ
كالتبرِ كالذهب المشغولِ فيها غفا
ديماتُكَ الخجلى وسطَ الأفْقِ تائهةٌ
والبدر شاحبُ في غيماتِهِ التحفا
والأرض تاقت سحاباً هاطلاً ديماً
تهفو له في خريفٍ حلّ وانتصفا
والنهرُ ينتظر المعلومَ من رَفَدٍ
وجسرُه اشتاقَ للعشّاقِ ملتهفا
فصلُ التجدّدِ والتغييرِ روعتُهُ
هدوءُ كونٍ جميلٍ تاهَ من وصفا
إنّي اصطفيتكَ من بين الفصولِ هوىً
فأنتَ بابُ الشتا لولاكَ ما أُلِفا
عشناَك نصراً وغيثاً دافقاً ورؤىً
تألّقت في ربوعٍ غصنُها وَرَفا
بقلمي بهيجة خضور
تعليقات
إرسال تعليق