البحر يشرب من يدي:للشاعر السوري فادي مصطفى

 البحرُ يشربُ من يدي 


للزَّيفِ في بعض الوجوه بريقُ 

والأفقُ طلقٌ والخيالُ عميقُ 


ما كلّ من حملَ الدّفاترَ شاعرٌ 

أو كلّ من ترك القيودَ طليقُ 


الموجُ يأتي من بعيدٍ غاضباً 

عند الشّواطئ ينتهي التّصفيقُ 


ضع في عيونك إصبعاً تلقى العمى 

وافتح سيظهرُ في الظّلام طريقُ 


يا سيّدي كلّ الصّغار مصيرهم 

أن يكبروا مهما يطول الضّيقُ 


أنا لم أكن من بطن أمّي شاعرٌ

بل صغتُ نفسي والعذاب رفيقُ 


وقطفتُ من طرق الجبال مشاعراً 

فالصّخر حرفي والعناءُ صديقُ 


من حبّة الزّيتون زيت قصيدتي 

وعريشتي خمرَ اليراع تريقُ 


مَن ذا يقاوم طعم رمّان الهوى 

إن كان في لثم الشّفاه يذيقُ 


أنا هكذا وهويتي من تربتي 

لم أكترث مهما استفاض نعيقُ 


أنا صاعدٌ للمجد حتماً يا أخي 

وبعون ربّي بي العلاء يليقُ 


مهما العواصف عاندتني لم أقف 

هذا لأنّ السِّنديان عتيقُ 


أسرجتُ خيلي وانطلقتُ لوجهتي 

والزّهر من جنب الطريق يفيقُ 


فأكلِّمُ الأزهار عن درب الهوى 

إنّي برأيِ الزّائرين رقيقُ 


وألقِّنُ الأطيار من نغم الجوى 

إنّي لكلِّ العاشقات عشيقُ 


مَن أنتَ حتّى تعتلي عن مسمعي 

فاللّيلُ ملكي والنّهارُ شقيقُ 


والدّوحةُ الغنَّاءُ حرف قصيدتي 

والبحر يشرب من يدي ويضيقُ 


أسرفتُ في بعض التّواضع للورى 

حتّى ارتقى عند السّكوت نهيقُ 


كلُّ الأعادي يعرفون بلاغتي 

إنّ الحروف مع اليراع فريقُ 


نسجت يميني كلَّ ما شاءت بهِ 

والسّهم من نسج اليمين دقيقُ 


مازال لي هدفٌ وأكتبُ صرفَهُ 

والنَّحوُ يضبط والعروض تحيقُ 


الدّربُ مُتَّسعٌ وشعري يستوي 

شَمَخَت بناني وابتدى التّحديقُ 


بقلمي فادي مصطفى

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

تكويع:للشاعر عبد الرحمن القاسم الصطوف من سوريا

لأجلك:للشاعرة لمياء فرعون من سوريا

دموع الورد:بقلم الاستاذة منى غجري من سوريا