سقتنا الصَّبا حباً:للشاعر السوري اكرم عبد الكريم ونوس
سَقتنا الصِّبا حُبّاً
---------------- من البحر الطويل
على مَجمَرِ الذِّكرى يقلِّبُني الدَّهرُ
فَأَنَّى ليَ السَّلوى وأَنَّى ليَ الصَّبْرُ
يَقولونَ أَنَّ الصَّبرَ مُرٌّ مَذاقُهُ
ولكنَّني أَدركتُ أَنَّ الهوى المُرُّ
وفي القلبِ مني لَوعةٌ لو بَكى الحَيا
إذاً نَبتَ الياقوتُ أَو أَزهرَ الدُرُّ
عَشقتُ مهاةً أَهدتِ الشَّمسَ وَجهها
وأَغضى حياءً دونَها النَّظمُ والنَّثرُ
كَسَتها يَدُ الإبداعِ بالوشيِ حلَّةً
وَتاهتْ ومِنْ سيمائِها التيهُ والكِبرُ
وماسَتْ غُصونُ الدَّوحِ حتَّى كأَنَّها
عَراها جُنونٌ أَو تملَّكها الخَمْرُ
فَتضحكُ إدلالاً وَتبكي صَبابَةً
فَمِنْ مَدمعٍ دُرٌّ ومِن مبسمٍ تِبرُ
أماطتْ ظَلامَ الشَّعرِ عن صُبحِ خدِّها
كما شَقَّ جيبَ الليلِ عن ثَغرِهِ البَدرُ
شُغِفتُ بها حُبَّاً فَرقَّتْ مشاعِري
وَلَذَّ لَها في حُبِّها النَهيُ والأَمْرُ
جَفاؤُها يُضنيني وقُربي لَها الأَذى
فَيؤْلمني قُربٌ ويَقتلُني هَجْرُ
ولي مُقلةٌ حَيرى بِأَجفانِها لَظىً
ولي كَبِـدٌ حَرَّى بِأَثدائِهــا جَمـرُ
وَكمْ ليلةٍ بالهجرِ كَفَّنها الدُّجى
وكَمْ لَيلةٍ بالوَصلِ يغتالُها الفَجرُ
غَفَونا وَجَفنُ الليلِ يكتُمُنا مَعاً
سَقتنا الصِّبـا حُبّـاً فَرنَّحنا السُّكرُ
يَروحُ بِنا وَجدٌ ويَغدو بِنا جوىً
وَهلْ يُطفئُ النَّارَ المُضَرَّمَةَ الحـرُّ
شعر
أَكرم عبدالكريم ونُّوس
سوريا
تعليقات
إرسال تعليق