الغروب الاخير:للشاعر السوري المتالق فادي مصطفى
الغروب الأخير
هوَ الغروبُ ووجه الشّمسِ يغتسلُ
والعمرُ يذهبُ والسَّاعات تُختَزلُ
للبحر أفردُ أيّامي وأسكبها
والدَّهر يصقلُ إحساسي ويرتحلُ
العين ذابت وماضي العيش يأخذني
للغوص فيه ونبض القلب يبتهلُ
أرى النّهايةَ قد جاءت بلا أفقٍ
هو الرَّحيلُ ولن يبقى بهِ أجلُ
الله أعلمُ كم للنّبض في أمدي
و يعلمُ البحر كم ترتاحهُ المقلُ
إنّي أدندنُ أحلاماً أودِّعها
والحزن يقطع أوتاري ويشتعلُ
والموج يهدأ والنّجوى بقافيتي
والصَّمتُ يكتمُ ما ضاقت بهِ السُّبلُ
تلك الضّفيرةُ قد ضاعت معالمها
بين الغيوم كأنّي في الهوى ثملُ
الصَّفحةُ اختُتِمَت والدَّمعُ أكملها
من ضَوع محبرتي والرّمش ينسدلُ
هوَ الخربفُ وأوراقي بهِ سقطت
لكنّما النّسغُ للتّذكار يمتثلُ
خيطي الأخير بنورٍ كان مُتَّصلاً
جاء المساء منَ الدّيجور يكتحلُ
هذي عصاتي وعكّازي وخاتمتي
من ذا يعاند أمر الله لو يصلُ
مازلتُ أشعلُ سيجاري وأحرقهُ
في ضرِّهِ خلجات النّفس تحتفلُ
الشّمس تهجرُ مَن في نورها فرحوا
والرّوح تترك أنفاساً وتنتقلُ
نظرتُ في الأفقِ المنظور أسألهُ
خذني إليك فقلبي ليس يحتملُ
إنّي تعبتُ من الدّنيا وغربتها
والعين تسدل أجفاناً وتختجلُ
حلَّ الظّلامُ وطول اللّيل يتعبني
فالفجرُ ناءَ وهمّي فيه يغتسلُ
بقلمي فادي مصطفى
تعليقات
إرسال تعليق