من مباسم ثغرها:للشاعر فادي مصطفى من سوريا
من مباسم ثغرها
النّفس تأمرُ والهوى يتمنّعُ
والقلب يُخلصُ والمآقي تدمعُ
ما كنتُ ألقى في الهوى مثل الّتي
جعلت بمحكمتي قضاءً يُرفَعُ
القلب أصدرَ حكمهُ وترفّعت
كتبي، سواها في الهوى لن تسمعوا
الحسن أيلظَ في الضّلوع مكامناً
والرّوحُ من نبضٍ بها تتجرّعُ
يسري الشّعور إلى اليراع معانقاً
بيض الدّفاتر والمشاعرَ يزرعُ
فتفوح رائحة الصّبابةِ فوقها
والعاشقون تسمّعوا وتمتّعوا
وتشكّلت من فيض حبري ديمةٌ
تروي العباد مشاعراً وتُشبِّعُ
نفسي الّتي هزّت عروق صبابتي
أملت على قلمي رحيقاً ينفعُ
هذا القطار تقاطرت عرباتهُ
ملأى بشعرٍ من فؤادي يُقلعُ
هذي المحطّةُ تستقي من بابها
شعراً شعوراً للقلوب يوَزَّعُ
والعود دندن من مباسم ثغرها
خيطُ الرّبابة في الغوى يتقطّعُ
هو خافقي كالطّبل يقرع حينما
صارت يدي في شَعرها تتموضعُ
ينسابُ شلّالُ الضّفيرةِ في يدي
فيثور بركاني وفيها يخضعُ
الغيم فوق البيت ودّعَ بعضَهُ
حين ابتدى الإحساس منها يطلعُ
وتكشّفت كلّ النّجوم بشرفتي
من وقت أن كُشفت عيونٌ تلمعُ
وتوضّأ الفجر الرّقيق منَ اللّمى
والضّوء من خيط النّقاوة ينبعُ
فلتنطفئ كلّ الشّموس إذا بدت
فالعتم يهرب إن أتت ويودّعُ
وتفتّحت كلّ السّواسن في يدي
حين التمستُ بجيدها ما يُبدعُ
والياسمين يغار من لونٍ بها
والوردُ مصفوفٌ إليها يركعُ
هذي الفراشات الّتي انجذبت لها
ظنّت بأنّ النّور نارٌ تلسعُ
من خدّها الصّوفيّ لحن قصيدتي
وزهوره لميول نفسي تقمعُ
فجعلتُ كلّ مشاعري رهن الّتي
جعلت فؤادي عن سواها يمنعُ
بقلمي فادي مصطفى
تعليقات
إرسال تعليق