الأحمق:نص نثري بقلم الاديب مصطفى الحاج حسين من سوريا
*/// الأحمق ..*
شعر : مصطفى الحاج حسين .
يهزَأُ منِّي العمرُ
الذي ضيعتُهُ
في حبِّ امرأةٍ ليست لي
اعتذرتْ منذ البدايةِ عن حبي
لكنَّ قلبي لم يفهَمْ صراحتَها
ظنَّ أنَّ كثرةَ إلحاحٍ
سيجعلُ قلبَها يستجيبُ
وتوهَّمَ أنَّ كتابةَ الشِّعرِ عنها
قد يؤثِّرُ فيها
ويُوقِعُها في غرامي
واعْتَبرَ أنَّ التَّوسُّطَ عندَ الأصدقاءِ
يمكنُ أن يأتيَ بنتيحةٍ
وحسبَ أنَّ الدُّموعَ والشكوى
ربَّما يحرِّكان العطفَ في قلبِها
وتندمُ على قسوتِها في الرفضِ
طلبَ منَ الوردِ التَّدخلَ
منَ الفراشاتِ أن تكونَ وسيطَ خيرٍ
منَ القمرِ أن يسعى معَهُ في إقناعِها
توسَّل إلى العصافيرِ
لجأَ إلى الينابيعِ
استعطفَ الليلَ
تذلَّلَ إلى النَّهارِ
ركعَ عندَ أقدامِ الشَّوقِ
استحلفَ الحنينَ
ترجَّى الأحلامَ
كلَّم النَّدى
فعلَ ما لمْ يفعَلْهُ عاشقٌ
عملَ ما لا يتصوَّرُهُ عاقلٌ
ظلَّ يأملُ وينتظرُ
حتى قاربَهُ الموتُ
وما زالَ الأحمقُ مستمرَّاً في حبِّهِ
يطمعُ في القبولِ
ونيلِ الموافقةِ
وعكازتُهُ تواسيهِ وتمدُّهُ بالأملِ !.
مصطفى الحاج حسين .
إسطنبول
تعليقات
إرسال تعليق