طلع البدر التمام:للشاعر السوري سامر دويك

 طلع البدر التمام

هجر الحبيبُ دياره متألِّما

   من ظلم أهليها نأى متظلّما

هجر الجبابرةَ العتاة لظلمهم

  وغدا من الشرك المبيرِ مسلَّما

قد عذّبوه بخسَّةٍ ونذالةٍ

سفكوا على الأقدام من طهر الدما

سدّوا عليه الدربَ دون كفالةٍ

  ورموا على خير الأنام الأسهما

لا عمَّ يكفلُ ...لا حنان خديجةٍ

  قد حاصروه بحقدهم متيتّما

قتلوا الصحابة بعد مرِّ عذابهم

 قد حطّموا هاماتهم والأعظما

واختار صحبة خير صدّيّقٍ صفا

في حبّه بذل النفيس وقدّما 

يا ثانيَ اثنين المحبَّ رسولَه

  قد زدتِ بذلاً ما أجلَّ وأكرما

لكنْ تيقّنَ أنَّ دولته أتت

   ولواؤه بالنهروان تقحّما

ورأى بضربة فأسه قصر الشآم 

   وفارساً في حكمه قد سَلّما

وسراقةً وعد الأساورَ من يديْ

كسرى والكهرمان منظّما

وتأسّست مدن السلام لشرعه

     والحقُّ بالقرآن حُقَّ وأحكما

من يثرب الأنوار أنشأ أمّةً

  خضعت لها أممٌ رضىً وتكرّما

وجهٌ يفوق النّيّرينِ بحسنهِ

   يهدي إلى الدين الحنيف مقوّما

قد علّمَ الأصحابَ حتّى أصبحوا

   بين الشعوبِ من المكارمِ أنجما

وغدوا مناهجَ للبطولة تُحتذى 

   جيلٌ من المشكاة كان تعلّما

ربّي بجاه محمّدٍ فرّجْ نوائب 

   أمّةٍ وبحقِّه أن ترحما

يا ربِّ واجمعْ شملَ أمِّته على

    درب الهدى من قبل أن يتهدّما

وسيلهجُ القلبُ المحبُّ بحبّه

   صلّى الإلهُ على الرسولِ وسلّما