هذي الحقيقة:للشاعر فادي مصطفى من سوريا
هذي الحقيقة
ما زال جرحي في الخريطة ينزفُ
قعد الطبيب ولا شعوراً ينصفُ
وجعي تعنّت لم يشأ أن ينجلي
إنّ الحكيمة من جراحي أجحفُ
غرقت سفينتنا ولم يغرق بها
إلّا الشريف ومن نجا يتشرَّفُ
ندم الحماة على دماءٍ أنتجت
ذهباً لمن في حقِّهم يتصرَّفُ
تعبت يميني والجزاء بكسرها
فهناك من قولَ الحقيقة يقصفُ
هذي العروبة لم تغيِّر نهجها
الشّعب يتعب.. والحكومة تصرفُ
القول قرآنٌ وخير ملافظٍ
والفعل عنه مغايرٌ ومحرَّفُ
والريح عن أسوارهم ممنوعةٌ
أمّا النسائم في ثرانا تنسفُ
إلّا منِ اتَّبع الضّلالة وانتهى
في أمر من جعل الرَّزيلة تخلفُ
فتميَّز الغربان عن أطيارنا
حتّى الزّناة على الشّريف تكلّفوا
القوت يهرب والعباد تسابقت
والبعض يضحك والمواجعُ تعزفُ
النَّاس تأكل بعضها من جوعها
والذِّئب يقسم أنَّه متصوِّفُ
الدَّمع يحفر جدولاً بهطوله
ويزيد فيه العمقَ قلبٌ يرجفُ
أسدلتُ كلَّ ستائر الألم الَّتي
كتبت عليها مقلتي ما تعرفُ
وقرأتها بمسامعٍ لم تعترف
يوماً بأنَّ الطَّير عاد يرفرفُ
ستكون أجنحة السَّلام بيارقاً
للحقِّ تدعو إن بقى من يعطفُ
ويثور بركان الورى من ظلمها
ومظالم الطُّغيان منهم يجرفُ
الحقُّ حقٌّ والحقيقةُ حقُّنا
لا بدَّ أن تشفى جراحٌ تنزفُ
بقلمي فادي مصطفى
تعليقات
إرسال تعليق