جراح الياسمين:للشاعر فادي مصطفى من سوريا
جراح الياسمين
تمادى الظّلم واشتعل الثّقابُ
وعاثت في ليالينا الذّئابُ
جنود الحقّ صاروا دون أجرٍ
وبان الحقد وانكشف النقابُ
علامَ القهر يمشي دون قيدٍ
ألسنا ضمن تشريعٍ يُهابُ
أكان الغيم مبعوثًا لناسٍ
وبعض النّاس تأكلها اليبابُ
أعدنا في الزّمان إلى عقودٍ
خلت والآن يأتينا الحسابُ
بيوت الخير ماعادت لخيرٍ
وأهل الخير يُعجزهم جوابُ
رجال الحقّ في قيدٍ وأقسى
وباب الموت يفتحه السَّحابُ
كتبتُ إلى المعالي ألفَ بيتٍ
كأنَّ الصّوت من شعبي سرابُ
لماذا الخير يكثر في نواحٍ
وفي بعض النّواحي لا يثابُ
لماذا ينتهي ليل البوادي
وليلي ليس يدنوه الغيابُ
فتاريخ العروبة في بكاءٍ
وتاريخ العبادة لا يُعابُ
يقولون اختباراً ليس إلّا
كأنّ الدّين عندهمُ عقابُ
وبين الله والشعب استبدُّوا
ومنهم ليس يقترب العذابُ
غدا لون الخريطة من وشاحٍ
كليلٍ حالكٍ لا يُستطابُ
فمن سرق السّنابل من حصادي
وقد حرست بيادرنا الحرابُ
جراح الياسمين غدت بلونٍ
كجرحٍ منه تبتلُّ الثّيابُ
صهيل حروبهم يدوي بأذني
وطفل الحرب يعروه اضطرابُ
يقولون انتصرت على البغايا
ولكنّ البغايا اليوم آبوا
أتدري يا صديقي أنّ بيتي
تغطِّيه المآسي والترابُ
ككلِّ بيوت من عشقوا تراباً
جزاء الحبِّ في بلدي خرابُ
طريقي في المذلَّة كيف أنسى
وكيف يتوه عن حزني الكتابُ
صراخي كان في بئرٍ ولكن
على الآلام قد ضاق الرحابُ
شراييني غدت حبلى بصمتي
فلا يجري على صوتي العتابُ
إذا سكتت جموع النّاس قسراً
قصيدي صوت من منكم يصابُ
فصوتي سوف يخبركم بعيشي
وصمتي تستقي منه الرَّبابُ
بقلمي فادي مصطفى
تعليقات
إرسال تعليق