برود:للشاعر د فواز البشير من سوريا
برود
ما بالكَ ترمقني بفتور....
في أيِّ فصول ِالعامِ ندور...
العالمُ كهفٌ مهجور....
والكوكبُ أصبحَ يسبحُ بينَ سطور...
وكأنكَ غبتَ سنيناَ وقروناً ودهور.....
وكأنَّ الأرضَ غدت مزرعةً للأحزانِ
ولا تصلحُ إلا لقبور.....
وكأنكَ بدرٌ منكسفٌ
قد غابَ شهوراً وشهور..
البردُ تغلغلَ في الأعماق.....
والليلُ يخيمُ في الأسواق....
والصبحُ يموتُ على الشرفاتِ
ويوحي للمحزونِ بهجرٍ
أو بفراق.....
ما بالكَ صرتَ كتمثالٍ
منحوتِ من زمنِ الرومان...
ما بالك لا تبدي أبداً إلا الإطراق.....
مسمومٌ أنتَ ولا أدري
أينَ الترياق......
وغدوت َ تعاملُني ببرود...
وتشيحُ بوجهكَ عن عيني
و تزيدُ صدود....
أهملتَ حقولَ الوردِ
فمن يهديني أزهاراً وورود....
وجعلتَ سمائيَ حافلة ً
ببروق ٍ
وغيومٍ
ورعود....
وبنيتَ سدوداً تحجبنا
ورفعتَ حدود....
وصموتكَ غطى عاطفتي
بصفيحٍ و صديدٍ وجليد......
ما بالكَ تحلمُ أن تصبحَ أضحيةَ العيد..
أو تُحمَلَ نحوَ القبرِ
كسيّدِ عصرٍ
أو كشهيد...
ما بالكَ صرتَ كئيبا ً
كالديجور....
وحبالكَ أضحت واهيةً
و القلبُ أسير......
أصبحتَ كدرب منقطعٍ
و الحزنُ سفير...
وأنا سأغادرُ ثانيةً..
وأنا سأطير......
د فواز عبدالرحمن البشير
سوريا
٢٩-١١-٢٠٢١
تعليقات
إرسال تعليق