درس أليم:للشاعر فادي مصطفى من سوريا

 درسٌ أليمٌ


لا تلعن الحظَّ ما ذنب الّذي قسما 

واسأل يراعك ، هل يرضى بما رسما 


اللّيل يذهب لو شمس الضّحى حضرت 

كالحظّ يخدمُ من في وجهه ابتسما 


تأتي العواصف لم نعرف منابعها 

بالكاد تمضي فننسى من بها اصطدما 


الخير يكثر في أمطار غيمتنا 

لكنّما الشّعب في أطماعه اتّسما 


ناسٌ تكدِّسُ ياقوتاً على ذهبٍ 

وبعض ناسٍ بها جوعٌ قدِ اعتصما 


لا خير يُرجى بمن في الدّوح مسكنهم 

من كان يشعر فيمن صوته كُتما 


الكلب يخدم طول العمر صاحبه 

والذّئب يأكل من أرزاقه الدَّسما 


هل ينقص البحر لو أسماكه شربت 

كالخير يرجع في خيرٍ لمن كرُما 


القحط يضرب والأرزاق موعدها 

في أوَّل الصّيف حتّى خاب من هرما 


البحر يركض والأمواج في خببٍ 

على رؤوس من استاؤوا بما حُكما 


السّيل يجرف من في الوهد مسكنه 

أمّا الجبال بها منجىً ومعتصما 


قرَّرتُ أبعث مرسالاً لمن صعدوا 

أشكو الحياة وأشكو فيه من ظلما 


فلا الرّسول أتى من بعد سفرته 

ولا ظفرت بشيءٍ بل غدا ألما 


هذي العروبة خوّانٌ ومعتقلٌ 

والحرب تأخذ من في خبزةٍ حلما 


لا يدخل السّهم في أحجار قلعتهم 

بل يخرق السّهم أحشاء الّذي حُرِما 


ما عدتُ أعرف ميعاداً لرحلتنا 

هو الجحيم طريقي كيفما برما 


هذي المسائل تحصيلٌ وحاصله 

موتٌ زقومٌ لمن في عيشه سقما 


هو انتظارٌ ولا ندري متى غدهُ 

يبدو جليّاً بأنّ الخانعين دُمى 


هل يُصدرُ العود صوت الطّبل لو ضربت 

غصباً عليه يدُ الطّبّال واحتدما 


كذلك الحقد لا يجدي الوثوق به 

لو كان يُظهرُ في مرآته النّدما 


ما بال أمّتنا في كلّ معتركٍ 

تعيد كرّتها تجثو لمن زعما 


من خان يوماً فلا تأمن له أبداً 

هلِ الصّديقُ يخون البيت والعَلَما 


من صادر القمح والزّيتون قد فتحت 

له المخازن والسّاعي له بصما 


والطّفل يبحث عن قوت الصّباح إذا 

جاء الصّباح ولم يقتلهُ من نقما 


ماذا أقول لطفلي في مجاعته 

يبكي الدّموع ولم يعرف لماذا وما 


هذا جزاء أبٍ في الحرب كبش فدىً 

بل كان درساً أليماً قاسياً وَسَمَا 


بقلمي فادي مصطفى

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

تكويع:للشاعر عبد الرحمن القاسم الصطوف من سوريا

لأجلك:للشاعرة لمياء فرعون من سوريا

دموع الورد:بقلم الاستاذة منى غجري من سوريا