سنوّ البؤس:للشاعر فادي مصطفى من سوريا

 سنوُّ البؤسِ 


لمّا نعت أطيارها الأفنانُ 

سقطت زهورٌ وارتمت أغصانُ 


لمّا تبدّى الغيم في أفق النّوى 

أدركت أنّ نتائجي هجرانُ 


يا شجرة البان اكتفيت من النّوى 

هلّا رحمت القلب يا أوطانُ 


جاء الشّتاء ولم تزل أمطاره 

تروي الثّرى والرّاحلات تدانُ


من ذا سيرحم بعض آلام الورى 

إنّ المجاعة والأسى سيّانُ 


هل يرجع الطير المهاجر قبل أن 

يأتي الرّبيع وترتقي الألحانُ 


لكنّما الأفق الّذي في ناظري 

يبدو جليّاً أنّه حيرانُ 


مهما نحاول أن نزيّن قولنا 

فالأرض غطّت روضها الكثبانُ


كلّ الشّقائق تحت أنقاض المنى 

فالوعد ناء وطال فيه زمانُ


ما غرًّك المعسول من قولٍ مضى

فالميت ينسى فضله الظمآنُ


البحر يبلع كلّ ثقلٍ فوقه 

والعمق تكشف كذبه الشطآنُ 


ماالوعد لو طال الزّمان بصدقه 

ماالقول لو يمشي به الشيطانُ


ماالعيش لو جفّت حقول محبّةٍ

ماالكرم لو جاعت به الولدانُ


القفر يحتلّ السّهول وشعبها 

والجذع تنخر صلبه الدّيدانُ


سور الكرامة هُدِّمت أحجاره 

ماعاد يصلح والكريم يهانُ


الموت أهون من مجاعة طفلتي 

يكفي خنوعاً أيّها الإنسانُ


قضبان سجن الخائفين حدودنا 

أمّا بلاد الكافرين جنانُ 


الشّاةُ تقطع حبلها لو أجبرت 

إنّ السِّلاح إذا انتفى أسنانُ 


طالت سنوُّ البؤس والبلوى هنا 

فمتى سيفرج كربنا الرّحمن 


بقلمي فادي مصطفى

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

تكويع:للشاعر عبد الرحمن القاسم الصطوف من سوريا

لأجلك:للشاعرة لمياء فرعون من سوريا

دموع الورد:بقلم الاستاذة منى غجري من سوريا