أينفعني الهروب:للشاعر فادي مصطفى من سوريا
أينفعُني الهروبُ ؟
أتدري يا فؤادي أن فكري
على درب المحبّةِ يستطيبُ
وينسى بعض آلامٍ أثارت
دموع القهر من قلمٍ يجيبُ
أتدري يا صديقي أنّ شعري
يداوي ما يعاينهُ الطّبيبُ
طريق النّحل يمرق في حروفي
زهور الشّعر يزرعها الحبيبُ
فراشاتٌ تعانقني وتمضي
فهل للحبّ أنوارٌ تغيبُ
عصافيرٌ تعشعشُ في قميصي
ربيعي ليس يدنوه الغريبُ
وليلي مقمرٌ بالرّغم عنّي
ولو في القلب أحزانٌ تصيبُ
ببعض اللّيل أهجعُ في سكوني
وأقطف من نجومي ما يطيبُ
وأشرب من كؤوس الفجر حتّى
يغلغلَ في شراييني الصّهيبُ
ينادمني نسيم اللّيل رفقاً
لأنسى بعض ما كتب اللّهيبُ
نظرتُ إلى خيوط الضّوء شرقاً
كأنّ الفجر مولدهُ عصيبُ
فهل فجر المحبّة سوف يأتي
أيغدرني كما فعل المشيبُ
أطلتَ النّوم يا فجري فهيّا
تعال فخافقي يكفيهِ رَيبُ
دويلاتٌ أصرّت في شتاتٍ
أنجمعُ ما يفرّقهُ القريبُ
إذا الرّحمن أوصاكم بودّّ
لتعتصموا فهل فهم اللّبيبُ
فهل يأتي صباحٌ دون فجرٍ
وفجر العُرب تأكلهُ الذّنوبُ
خشوع النّاس يبدو عند قبرٍ
وقبل الموت لا أحدٌ يتوبُ
فما ذنبي إذا الأعراب هانت
عليها كلّ آلامٍ تؤوبُ
وما ذنب الطّفولةِ في بلادي
لتكثرَ في معاطفها الثّقوبُ
أعودُ وأنطوي بالرّغم عنّي
مساعينا تعاندها الخطوبُ
أضيءُ بدفتري آمال حرفي
فأوراقي يبلِّلُها الغروبُ
وأرسم في خيالي بعض سؤلي
فنارُ الأمس أطفأها الهبوبُ
لعلَّ الفجر يأتي بعد حينٍ
لعلّ الفكر ينفعهُ الهروبُ
بقلمي فادي مصطفى
تعليقات
إرسال تعليق