وحشة الألم:للشاعر فادي مصطفى من سوريا
وحشة الألم
سلكتُ ليلاً يداني وحشة الألمِ
والغيم يسبح في الظلماء كالحلمِ
ضوء الهلال تخفّى خلف أحجيةٍ
كما حروفي إذا سالت من القلمِ
أفضيت سرّي وما في الصّدر أكبتهُ
فالضّوء يمنع ما أبدي من الكلمِ
زيف العدالة يمشي فوقنا خجلاً
والفجر أبعد من إشراقة العدمِ
درب الخلاص بموت الحقّ معضلةٌ
من يرسم الدّرب مشهودٌ له بدمي
من يسرق الخبز من أسنان مرضعةٍ
سيبلع النّار في سيلٍ من النّدمِ
آمنتُ بالوعد حتّى صرت مختمراً
من خمرة النّصر في أنشودة العلمِ
لا الوعد جاء ولا نصراً نشيد به
كلّ الرّصاصات قد عادت من القِدَمِ
ترمي الصّدور وتذري كلّ نادبةٍ
على شهيدٍ أضاع العمر في الخيمِ
يبدو جليّاً بأنَّ الرّيح عاتيةٌ
أيضاً ويبدو بأنّ الشّحم للغنمِ
ما كنت أذرف دمعاتي لمرتحلٍ
حتّى ظننتُ بأنّ القلب كالصّنمِ
من شدّة القهر مات الحسّ في جسدي
وما شعرتُ بأوجاعٍ من السَّقمِ
جاورتُ قبريَ لم أشعر برهبته
فالظّلم زاد وغابت رأفة القيمِ
كان الكريم كما جاد الشّتاء عطى
ضاع العطاء بصيفٍ جاع في الكرمِ
أيّ الطّريقين نستجدي الوصول به
درب الخطيئة أم في رفعة الشّيمِ
فات الأوان لكي نختار منطلقاً
كلّ الطّرائق صارت خارج النّعمِ
من رافق الحقّ أمسى في مجاعته
والباطل انطلقت رجلاه للقممِ
قد قارب اللّيل أن يمضي بعتمته
دعوا المحابر تخفي وحشة الألمِ
بقلمي فادي مصطفى
تعليقات
إرسال تعليق