مساوئ الجوال:للشاعر غسان الضمان من سوريا
مساوئ الجوَّال : ( الكامل )
كم مِنْ فقير ذَلَّه الجوَّال
والحال مُذر والثّراء محال
لا منْ بديل كي يسائل حاجة
بالسّير فوق الأرض لا يختال
يمشي ليقضي حاجة متثاقلا
ويكيل مِنْ شتم له الجُهّال
يحتار في أمر له منْ عَوْزه
ويظلّ يشكو والرّخاء هُزال
بين الثّراء وفقره أُطروحة
لا يكف شرحا دفتر ومقال
كم من ثريٍّ يقتني جوّاله
في السِّعر لا تُحصى له أموال
ما همّه إِنْ يقتنيه لحاجة
أو كي يبادله الحديث جمال
من ثم يتركه ويحوي آخرا
وكلعبة يلهو به الأطفال
ذاك الخسيس يحوزه مستعطفا
وعلى الخَلوق بغدره يحتال
كم غادة تحوي الغرام بجيبها
والكلُّ من أهل الغرام رجال
فلواحد تشكو إليه همومها
ولآخر همس الحبيب يُقال
تعطيه حلوا من رحيق لسانها
وكأن وردَ الأصغرين سلال
ولغيره تعطي الوعود شغوفة
ولوعدها ليت العشيق يطال
أو من فتى يخفي لِما في جيبه
لمن الغرام يطالها وينال
والورد يشتله بجيب قميصه
من فقره يبكي له البنطال
والأمّ ذاك " الفيسِ " كم يحلو لها
تلهو وتحضير الطعام محال
لله درُّ " الواتس " إنَّه صادم
قد ترتعش من همسه الأوصال
ذاك الشّغوف مخبّأ في رُدْنه
" فيسٌ وتغريدٌ " ؛ غوته نِهال !
أمّا دلال إن جفاها لحظة
بفجورها وسَبابها تنهال
ويخاف إن طال الحديث تناغما
مَنْ شَنِّ غارتها عليه منال
إمّا ينادم في الغرام لمريم
فالغزو تحشده عليه نوال
فأعوذ بالله الذي أعطى لنا
مالا ليُشرى للغوى جوّال
فالجَهْل أبْعَدَنا وجافى بيننا
ما عاد تشغلنا لذا الأحوال
صرنا نجافي لقمة من قوتنا
والنَّقد عاف بيوتنا والمال
ميدان حرب حلَّ في جوالنا
ما نال فيه إلى الرُّقيِّ نِزال
فأرى بذا الجوَّال قد أذرى بنا
نحو الحضيض ومرتقاه عُضال
.....................................
بقلمي : غسان الضمان
تعليقات
إرسال تعليق