دار السعادة:للشاعرالمتالق محمد علي الشعار من سوريا
*دارُ السعادة
يُسَمُّونَها * دارَ السعادةِ والخيالْ
لتحميلِ آلامِ البراري على غزالْ
يقولونَ هذي الدارُ أُنْسٌ وبهجةٌ
ولكنَّها دارُ الذينِ بلا رِجالْ
ودارُ أُناسٍ قد وَرَوا وتفحّمُوا
وساروا على جمرٍ بأرصِفةِ المُحالْ
عجائزُ دارَ العمْرُ دورتَهُ بِهِمْ
ولم يُبقِ شيئاً من يَمينٍ ولا شِمالْ
أشادوا بيوتاً بالمدامعِ عُمِّرتْ
ورَبَّوا بنيناً بالنذورِ ولا تزالْ
أتَوْها ذُبولاً من خريفِ زمانِهم
وكانَ لهم وردٌ تتوَّجَ بالجَمالْ
تُبُدِّلَتِ الأيامُ جبْراً لكسرَةٍ
تنوءُ بها صَبراً مفاتيحُها الثِّقالْ
و صلُّوا بأورادٍ تقدَّسَ وَحيُها
تمرُّ حوافى النايِ فيها على ٱبتهالْ
تفانَوا كإخلاصِ الرمادِ لنارِها
وللشمسِ جرحٌ عندَ خاصرِةِ الزوالْ
فياربِّ عقِّمْ كلَّ رحْمٍ إذا ٱنتهى
هنا في غَدٍ عُكّازُ خاتمةِ المآلْ
وتبّاً لأبناءٍ تبولُ حليبَها
وتغتالُ نورَ العينِ في جبهةِ الجبالْ
رمتْ فوقَ رأسِ الشوكِ ضِلعاً تكسَّرتْ
وقلباً برمشِ العينِ أنهكهُ القتالْ
وما تركَتْ للحزْنِ حزْناً بصدِّها
يُواسي ندىً يبكي ولا فسحتْ مجالْ
فما أصعبَ الحِرمانَ والضَّعفَ شَيْبةً
وذُلَّ ٱمتدادِ الكفِّ في طلَبِ السؤالْ !
ويا عثرةً بالروحِ أوهنها الضنى
وجمرَ عذابٍ إذْ يُقالُ ولا يُقالْ
سأسألُ عن قبرٍ وعن وَحشةِ الدجى
وعن برزخٍ قد تمَّ بَينَهُما ٱتصالْ
أبي هاتِ كفّاً كي أُقَبِّلَ عِرقَها
وأُنهي حياتي تحتَ رِجْلِكَ في جلال .
--
*وهي مأوى عجزة في دمشق
محمد علي الشعار
١٢-٣-٢٠٢٢
تعليقات
إرسال تعليق