سفريات غريب:نص نثري للاديب عبد الرحيم زاين من المغرب

...سفَرياتُ غَريب... حينَما تَضَعينَ رَأسَكِ على صَدْري تذَكّري أنَّ الحُبَّ حَبْلُ قَدرٍ إنْ لمْ يُحييكِ يَقْتُلني وأنَّني والْموتُ سَيّان قِطعتا جَليدٍ حارقٍ وأشْجان... أرفُضُ الانْصِهارَ في ذاتٍ غيْرِ ذاتي، أجوبُ بُحورَ الْعدمِ شارِدًا وما أخْفيهِ يهُدُّ الجِبالَ يُربِكُ الأوْزان . سَيَأتي يَومٌ أخرجُ فيهِ للْعالمِ عارِيًا إلا مِن خَطايا اقْتَرفْتُها وأنا بَريءٌ منّي ومنْها وحروفٍ رَسَمْتُها بِالْفَحمِ على الْجُدران... لا مكانَ لِلنَّدَم ، للْهذيان لسْتُ إلا سائلًا مِنْ عَدمٍ حاملًا لِسرِّ الْحياة ، حالمًا بسَعادةٍ لا أعرِفُ مَعناها وحُريةٍ أجْهل فَحواها... قيلَ منذُ الأزلِ أنَّني إنْسان لا أدري متى وُجِدتُ مَتى اكْتشفْتُ أنَّني أنا أنا الغائبُ عَنْ كُل وُجودٍ أنا جُرمٌ تائهٌ كَفَّ عن الدَّوَران أنا ذاك اللاشَيء الّذي أبْحَث لهُ عَن معنًى خارِجَ رقَصاتي الْيَومية خارِجَ قصائدي المهترئة... هكذا أمتَهِنُ الْحَياة ، أعيشُ رغْمَ أنْفي ناسِكًا ناسِيا مُتَناسيًا ذاكِرتي سيلٌ مِنْ نِسْيان... لا أحبُّ أنْ أغوصَ أغْواري يُؤلِمني رَحيلي وبَقائي تُؤلِمُني حَياتي يُؤلمُني مَوتي آهٍ وآه... لوْ كانَ الْكَونُ بِيَدي لاسْتَوْطَنْتُ فضاءً بيْنَ موتِي وحياتي خارِجَ كُلِّ الأوْطان... وأنتِ تضَعينَ رَأسَكِ على قَبْري جفِّفي دُموعَكِ فالمَوتُ والْحَياةُ سَيّان والْعُمْرُ وهْمٌ يَتحَدّى مَناهِجَ الْبَلاغَةِ وَدَهاليزَ الْبَيان... عبدالرحيم زاين.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

تكويع:للشاعر عبد الرحمن القاسم الصطوف من سوريا

لأجلك:للشاعرة لمياء فرعون من سوريا

دموع الورد:بقلم الاستاذة منى غجري من سوريا