لا ينفع الكلم:للشاعر القدير فادي مصطفى من سوريا
لا ينفع الكلم
لملم حروفك واصمت أيّها القلمُ
ماعاد ينفع في ضوضائنا الكلمُ
ما نفع حنجرةٍ تدوي بما شعرت
والأذن عشعش في أحشائها الصمم ُ
نهر العروبة بالخيرات مندفقٌ
إلى العدوّ ضفاف الخير تنقسمُ
ما أهون الحمد لو في القصر متكئٌ
على الأريكة والأكواب تزدحمُ
مكتظّةٌ بحروف البؤس قافيتي
فالظّلم يولد من أحشائه الألمُ
هيّأت قوسي والأقلام واقفةٌ
كي أطلق الحرف مشدوداٌ به القلمُ
لكنّما التّرس في الجهّال جهلهمُ
لن يدخل الحرف عقلاً بيته صنمُ
فحائط البيت لو زاحت به حجرٌ
في بعض جهدٍ ثقوب البيت تلتحمُ
أمّا العقول إذا خاض الظّلام بها
فلا يدايَ تعافيها ولا القدمُ
ريح الصّبابة تسري ضمن أوردتي
والحال ينخر في أهوائها الندمُ
فلا حظيت بقلبٍ كنت أعشقه
ولا ثملت بكأسٍ نصفه حلمُ
إن جاء غيثٌ وحوش الغاب جاهزةٌ
أو جاء قيظٌ له في حرقنا قسمُ
كلّ العصافير من أعشاشها هرب
حلّ الغراب ومن ألوانه العلمُ
ليس الغريب بمن في الأرض غربته
بل في البلاد فقيرٌ حاله عدمُ
ما كنت أحسب في المرآة أشهده
حتّى رايت عيوناً صابها الهرمُ
حين اقتفيت طريق المجد أدخله
ضاع السّراج ولم يفتح ليَ الخدمُ
صار السّقوط إلى ما كنت مكرمةً
لا يقبل الصّفر ممن فوقه هُزموا
ذخائر الأمس راحت غير راجعةٍ
وروضة الشّعر لم ينبت بها الكَرمُ
ما عدت أقطف تفاحاً ولا عنباً
ما عاد ينفع في هيهاتنا النغمُ
هذا الزّمان زمان الجهل يا أسفي
سود الوجوه لها الدّينار يبتسمُ
ورقصة السّيف تستولي على أدبي
ونصلة الغدر في أرقاب من ظُلموا
وسائد الرّيش لا تهوى مفارشنا
بل تربة الأرض تحوينا وتنسجمُ
كلّ الحقول ثراها ذاق من عرقي
إنّ الكروم لمن مثلي هي الحرمُ
بقلمي فادي مصطفى
تعليقات
إرسال تعليق