طين القضية/للشاعر فادي مصطفى من سوريا
طين القضيّهْ
تقضي المشاعر أن يرتّلَ خافقي
لحناً على وقعِ الحروفِ الأبجديّهْ
أن ينحني خيط الأماني فوقَها
لو ذابَ في لون الورودِ المخمليّهْ
فتميسُ في حبرِ المعاني نبضتي
وتطيرُ سرباً عن حدودِ المجدليّهْ
أجراسُ أغنامِ المراعي دندنتْ
والنّايُ يعزفُ للغيومِ الموسميّهْ
فاهتزَّ قلبي في نسائمِ صيفهِ
وتمايلتْ في الحقل أزهارٌ نديّهْ
والرّعش يسري في عروقي هارباً
من طاعتي متناسياً أين الهويّهْ
روحي تفرُّ إلى السّنابلِ تلتقي
أطياب عطرٍ في العروقِ الكوثريّهْ
أطلقتُ أطرافَ الخيالِ مناجلاً
كي تحصدَ الأشعارَ من نَفَس الرّعيّهْ
هذي الحواصيدُ الّتي أرسلتُها
خلفَ البيادرِ بين أكمامٍ سخيّهْ
تبتاع حبَّ القمحِ من ثغرِ الرّحى
لرغيف خبزٍ من طحينِ المسرحيّهْ
وتدور أفكاري على ذرّاتها
لتثيرها بين التّراتيلِ النّقيّهْ
يكتظُّ إحساسٌ بعمقِ حشاشتي
ينتابني من عمقِ أجزاءِ الخليّهْ
مظلومةٌ تلك الزّنود ولم تزلْ
تعطي الطّهارةَ رغمَ آلامِ الأذيّهْ
والأرضُ يشتاق الجنينُ ببطنها
أن يُخرجَ الخيرات من رحمِ الضّحيّهْ
وجدائل الفتيات لم تعرفْ يداً
إلّا لمنْ في نسجِها تبدي السّويّهْ
مدفونةٌ تحتَ التّرابِ رسائلي
لكنّها في العمقِ مازالتْ ثريّهْ
بحقائقٍ سالتْ بغيثِ محابري
لتترجمَ الإحساسَ فوقَ المزهريّهْ
ياقارئي كُلْ من رغيف مشاعري
واستنبطِ الأرواحَ من طينِ القضيّهْ
بقلمي فادي مصطفى
تعليقات
إرسال تعليق