بين الصدق واللغو:للشاعر الكبير فادي مصطفى من سوريا
بين الصّدق واللّغو
لا يشبه اللّيل إلّا بعض أحبابي
والنّور يطرق مبهوراً على بابي
هل أفتح الباب أم أغدو بعاطفتي
كالأحمق المشتري عتماً بأكوابِ
القلب أبيض من ثلجٍ وما فتئت
روحي تلملم أوهاماً بأصحابِ
تستغرب الشّمس من يشتاق غيبتها
كي لا يرى صخب الأطيار في الغابِ
هو التّعلق في طيبٍ يعذّبني
لا يرتضي القلب تصديقاً بأسبابِ
كلّ الصّحاب تمنّوا موت عاطفتي
لا يعروفون بأنّ الموت محرابي
الأرض تصرخ من تحتي لأسكنها
أمّا السّماء بَنَت في الغيم أثوابي
والثّلج يطلب ميعاداً ليحضنني
والصّيف يرغب في تقبيل أعتابي
مالي رجعت إلى الماضي أكلّمه
والأفق يرسم تحت الشّمس ترحابي
هذي الحياة إذا أبدت حقائقها
كما الذّئاب إذا شاحت عن النّابِ
إذا هربتُ من الدّنيا وزينتها
سيرفض النّور أن يبقى بسردابي
إنّي مشيت بعكس الرّيح مقتفيا
هديَ النّجوم لأكفي ثقل أهدابي
فَقَدتُ ظلّي ولم أعرف له بدلاً
وأُغرِقَت سفني في درب إيّابي
يا قاصد الشّمس لن تُكفى حرارتها
صار الطّريق خفيّاً بعد إضرابي
كن كالرّجيم ستحظى في محاببةٍ
أو فاحتمل حسداً من زيف أنسابِ
الشّرُّ عربد والأهواء ترفعه
والخير هاجر مطروداً كأسرابِ
مازلت أبحث عن آثاره تعباً
يحارب النّاس آثاري وأتعابي
لا درب يقبل أن أمشيه مستحياً
وبعض من كسّر الآيات أترابي
فالصّدق ما عاد ينجي من يرافعه
واللّغوُ أنجى بمالٍ عند كتّابِ
سيحكم الحقّ في يومٍ مناقبنا
ويقمع الصوتَ في أبواق كذابِ
ويرجع الثّلج معتزّاً بقافيتي
ويصبح النّجم في أرتال أحبابي
بقلمي فادي مصطفى
تعليقات
إرسال تعليق