مفتاح قلبي:للشاعر المبدع فادي مصطفى من سوريا
مفتاح قلبي
أشعلتُ في نغم الهوى الأوتارا
وتوسَّدَ الصَّدرَ الحمامُ وطارا
من وحي عينّ أُضرِمَت في غيمةٍ
كادت تُنزّلُ فوقنا الأمطارا
عجباً لقلبٍ يصطلي في حبّها
هو يعلم المكنون والإعصارا
بالرّغم عن زبر الحديد بدربها
يمشي إليها حافياً مختارا
الرّوح تصرخ من مسامير اللّظى
أمّا الشّفاه فتكتم الأخبارا
النّبض يهرب من عروقي نحوها
إلّا إليها ما أجاب ودارا
بعض النّساء تواردت أخبارها
ضرب الجنون هيامها وأثارا
الشّعر نهرٌ يستفيض بفورةٍ
إلّا لها لم أكتب الأشعارا
بعض المشاعر أزهرت بحروفها
وشذا المحبّة لم يكن يتوارى
ما بال تفّاح العذارى يستحي
من حرف شعرٍ للحبيب أشارا
ما ذنب شعري أنّه أرجوحةٌ
بين النّجوم يؤرجح الأقمارا
أقسمت أنّي للحبيب موحدٌ
عاندت في وصل الهوى الأقدار
فتقطّعت كلّ الدّروب إلى غدي
ألأنّني لم أخلق الأعذارا
ألأنّ قلبي مخلصٌ في حبّه
ضرب الزّمان على اليراع وجارا
لم ينكفئ هذا البنان ولم يكن
إلّا بصدقٍ عاند الأشرارا
هذي حقولي بالزّهور تزيّنت
والدّمع يروي الحقل والأزهارا
والطّير غرّدَ من مواسم بيدري
أصبحتُ قمحاً أُطعمُ الأطيارا
والنّحل يجني من زهوري بلسماً
يشفي العليل ويكتم الأسرارا
مفتاح قلبي ضاع مذ أغلقته
فقط الحبيب بجوفه قد صارا
حطّت فراشات الرّبيع على يدي
ما عدت أذكر مَن حقولي زارا
لكنّني أوفيت بالعهد الّذي
نسج الفؤاد حروفه وأدارا
فوّضتُ إحساسي بسير مشاعري
فإلى ورود حبيبتي بي سارا
فاستنشق الصَّدر الأثير بروحها
في مثلها لم يعرف الإصرارا
كتب الوفاء حروفه ممّا تلت
فجعلت قلبي للوفاء ستارا
من كان يرمي في طريقي زهرةً
ألقي عليه من الشّعور ثمارا
أو كان يضرم في طريقي فتنةً
لا شكّ يلقى في الخيانة نارا
الله أعلم كم كتمت مواجعاً
الدّمع يخبو والنّحيب تدارى
حتّى أتاني من إلهي نسمةً
أطفأت فيها الهمّ والأوتارا
بقلمي فادي مصطفى
تعليقات
إرسال تعليق