ياعيد:للشاعر غسان الضمان من سوريا
ياعيد :
ياعيدُ أكتبُ والأوراق أمزقها
والدّمع يجري كما الأنهار منزلقا
العين تدمع . قلبي يكتوي ألما
ياعيد إنّ فؤادي ذُلّ واحترقا
كنّا نمرُّ على الأحياء في فرح
وما لبسنا على أجسادنا خُلَقا
واليوم صار جدار البيت يحضننا
ونرتدي من رثيث تالف خُرَقا
وإن خرجنا لبعض الحي نرقبه
لعلّ نلقى لطير الخير قد مَرَقا
فلم نجد لجناح الطير مِنْ أثر
لكن وجدنا غراب البين قد نعقا
وإن أتتنا ضيوف من أقاربنا
وجدت فينا لطيف العذر قد خُلِقا
لذا ترانا طوال اليوم في نحب
وكلّ منّا ببحر البؤس قد غَرِقا
كَمٌّ عجاف من الأعوام قد ثَقُلَت
وفي البلاد كأنّ السَّعد قد حُرِقا
حتى أقاربنا تأبى المجيء لنا
ولا مضيفٌ لنا في وعده صدقا
تجوب أطفالنا الأحياء سائلة
أين المضايِف ؟. لانلقى بها طبقا
بناتنا صرخت : من بعد عزّتنا
صرنا نجوب خوافي الحيّ والطُّرقا
والدّمع منهمر والقلب مبتئس
عيوننا جَمَدت قد أدمعت غدقا
ربّاه أطفالنا تبكيك من وجع
كما الفراخ ، فلا تُدْمي لها حُدَقا
يا مالك الملك ندعوا من خوافقنا
يا مِنْ لدُنك صغير الفرخ قد رُزِقا
يا مالك الملك كان العيد يجمعنا
واليوم منّا سرور العيد قد سُرِقا
يا ربُّ هِبنا رغيد العيش في غدنا
عسى نُداوي به للقلب إِنْ صُعِقا
لنا الرَّجاء يعمُّ الخيرُ في بلدي
لعلّ ننسى هموم القلب والقلقا
فيك الرّجاء لنا ياربُّ فارحمنا
جميعنا برجاك اليوم قد نطقا
...................................
بقلمي : غسان الضمان
تعليقات
إرسال تعليق