وصل القرى:للشاعر فادي مصطفى من سوريا
وصل القِرى
يا خليل القلب ما قصدُ الجفا
عن سخيٍّ جاء يبتاع الوفا
إذ رماني الهجرُ سهماً صائباً
في فؤادٍ كان يرنو للصّفا
يا نديم الهمس ما حال النّوى
ما بها الأيّام تخزي منصفا
قد بذلتُ الشّعر حولاً حولهُ
ناء عنّي... عن حياتي واختفى
أسدلَ المأفونُ بُرداً عائباً
ما أنا في العيب حتّى تخسفا
مثل شعري لم يكن بين الورى
واضحاً كالشّمس ما يوماً غفا
عذَّبوني بالخنا يا صاحبي
واعتلالٍ جاء يبدي الموقفا
عيّروني باختلائي يا أخي
واختلائي كان لله اصطفى
من يوالي النّور لم يخنث به
لو بأرض الشّوك من نعلٍ حفى
من قيود البؤس آتي مخلصاً
لن يكون الغيث منّي ألطفا
فألاقي صدّكم في مطلبي
لن تقول البيد عن غيثٍ كفى
أستميح الله عذراً لو يدي
دونكم ترمي سلاماً أجوفا
ما أنا إلّا عُبيداً طيّباً
لم أجد في غير ربّي مسعفا
قلت قولي راجياً صفحاً إذا
كان صدقي في المعاني أسرفا
ما جواب اللّيل إلّا صبحهُ
لم يمت بالصّبّ إلّا مُدنفا
ما دواء الغيب إلّا نظرةٌ
من جدار الفصل تعطي موصفا
فأنا سؤلي إذا عيني أبت
أن ترى، منكم غزالاً أهيفا
أبلغوني وصل هاتيك القرى
بعد عسرٍ كان زهدي أخلفا
خطواتي في ثباتٍ للعلا
بيد أنّي طالبٌ أن أعرفا
من غيوم الأمس فكري يختشي
بعدها علمي لتشكيكي نفى
شاعرٌ أضحى يوالي ودّكم
في هُيامٍ عاد فادي مصطفى
بقلمي فادي مصطفى
تعليقات
إرسال تعليق