بافواه الملايين:للشاعر فادي مصطفى من سوريا
بأفواه الملايين
أيا عصفورة التّينِ
وصرفي قبل تنويني
خذيني واتركي جسدي
مسجّىً في البساتينِ
أنا لا أبتغي مدناً
ولم أخرج عن الدّينِ
فشاتي لم تكن حبلى
لماذا تشتكي عيني
وأرضي شبه مقفرةٍ
فلا ضرباً سيعنيني
أذلٌّ فوق إذلالٍ
وحكم السّيف يرميني
عدوّي أحمقٌ حقّاً
فلا قصفاً يساويني
أرى في القرب منتجعاً
مليئاً بالسّلاطينِ
فلا نفعاً بتصفيتي
ولا نقداً بتثميني
خذوهم وارتقوا فيهم
أنا في أزمة الدَّينِ
وميتٌ قبل أن أحيا
وجودي مثل تشرينِ
سأمضي دونما دفني
بصلبٍ كان أم لينِ
فقوتي بات ممسوكاً
بأطماع الشّياطينِ
وأمّي منذ صرختها
أضاعتني إلى الحينِ
فلم أعثر على قيمٍ
بنصرٍ جاء يخزيني
ولم أعبر إلى برٍّ
من السّادات يحميني
جنين الصّمت مقتلهُ
بأفواه الملايينِ
سكوتي سوف يقتلني
فقد ضاقت شراييني
وأقوالي إذا خرجت
بقضبانٍ ستبقيني
ففي الحالين يا ويلي
بصمتي أو بتدويني
لذا يا خافقي انبض
فمرجوعي إلى الطّينِ
إذا ما متُّ في أمسي
غداً لا بدّ يأتيني
دعوني أرتقي شرفاً
بنصرٍ للمساكينِ
فأمنيتي بلا أملٍ
كأحلام المجانينِ
سيفنى العمر في حينٍ
وتبقى شجرة التّينِ
بقلمي فادي مصطفى
تعليقات
إرسال تعليق