نحن الغيث:للشاعر القدير فادي مصطفى من سوريا
لحن الغيث
جودي بوصلكِ خلّي العينَ تكتحلُ
وقبِّلي شفةَ الأوراقِ يا جُمَلُ
مُذ أقبلَ اللّيلُ دارت في مُخيَّلتي
لن ينضجَ الخدُّ حتّى تكتفي القبلُ
النّحلُ نامَ بُعيدَ الكدِّ مُكتفياً
واستيقظَ الشَّهدُ يا محبوبُ والعسلُ
لكنّني ثَمِلٌ وحدي بمُعتقدي
بين الشّجونِ بفكرٍ كاد يشتعلُ
ما فادكَ العقلُ في قلبٍ يضجُّ هوىً
ليلاكَ تبعدُ والأحلام يا بطلُ
مُذ نادمَ اللّيلُ شعراً والهبوب بهِ
ما قلَّ دمعي ولم تهدأ بيَ المُقَلُ
مال المضاجعِ لا لانت ولا سكنت
ما عدتُ أعرفُ ما في الرّوح يقتتلُ
آلامُ قلبيَ أم صبري و ضائقتي
هل كفَّتِ العينُ أم ضاقت بها السُّبُلُ
كان الفؤادُ بحرفٍ يشتري فرحاً
أضحى الكتاب شَحوباً ليس يُحتَملُ
أيُدركُ اللّيلُ أنّ الشّمسَ مشرقُها
غداً ويعرفُ أنَّ العتمَ مُرتحلُ
أيفهمُ العقلُ أنَّ العُمْرَ فرصتهُ
ليُبرئَ الرّوحَ من أدران ما فعلوا
هذي الرّحالُ إلى الأكفان نسرجها
فهل يفوزُ على البلوى سوى الثّمِلُ
تموت ناسٌ ويحيا فوقها بشرٌ
لا يعرفُ الموت مَن عاشوا ومن قُتلوا
الصّمتُ ضجَّ وصاحت منه مِئذنةٌ
الله أكبر من أصداء من أفلوا
والله حرفيَ في الأوراق ملتهبٌ
والدّمعُ يهطلُ والأقوالُ تُغتَسَلُ
الدّربُ أصعبُ من أدران مُعتقلٍ
والبغض صار دموعَ الغيم يعتقلُ
أيُحبَسُ الغيثُ والغيمات قد عزفت
لحن الصّبابة للأزهار يا أملُ
أوتار قافية الأحزان أثقلها
الظّلم والقهر والحرمان والطّللُ
عندي رحابة صدرٍ لستُ أنكرها
لكنّما الخيط لم ترأف به النُّوَلُ
ما عاد في جسدي مقدار أنملةٍ
إلّا وتنزف من إعيائه الدُّمَلُ
يا ربُّ فرّجْ على الأخيار كربَتَهم
أنت الوليُّ وحملي حطَّهُ الثِّقلُ
إنَّ الأماني إذا ما جئتُ أُنشدُها
لله أرفعُ آياتي وأبتهلُ
لن يذهب العتم عن هذي البلاد إذا
لم تشرقِ الشّمس أو يأتي بنا الأجلُ
بقلمي فادي مصطفى
تعليقات
إرسال تعليق