أين المحبة:للشاعر القدير فادي مصطفى من سوريا
أين المحبّة
شوقٌ يهدهدُ للماضي على وجلِ
ويخطف النّبض من صدري بلا خجلِ
فيمطر الغيم في أطراف ذاكرتي
ويذبل الجفن مجبوراً من البللِ
أين المحبّة بين النّاس قد ذهبت
أضاعت الدّربَ أم خارت على عجلِ
بنادق اليأس شيطانٌ يصوّبها
على الرّؤوس إذا نادت إلى العملِ
فكن حصيناً إذا ما عدتَ معتكفاً
إلى الأصالة لا تقنط من المللِ
قد كنت أعرفُ شيطاناً يحاربنا
تضاعف العدد المغضوب بالحيَلِ
أضحى الضّمير كأوراقٍ على لهبٍ
لم يبق غير رمادٍ فرَّ كالحجلِ
والحقّ أصبح عيباً في مشاعرنا
بل صار سخريةً من كثرة العللِ
ضاع الطّريق إلى الرّحمن في دولٍ
بات المخادع فيها سيّدَ الجَمَلِ
كلٌّ يقول أنا والمال يرفعه
أصابع الشّؤم زادت قيمة الثّملِ
أراكمُ اليوم تسترضون قاتلكم
أيصبحُ النّذلُ شيخاً سائغ القبلِ
إن تأمن الذّئب في ليلٍ على غنمٍ
لن تشرق الشّمس في نورٍ على الحملِ
إذا المراكب جاءت في عواصفها
فدونك الموت لو تأوي إلى جبلِ
جحافل اللّيل نور الشّمس يهزمها
فكن مع النّور أو فارحل إلى الأزلِ
كن في المحبّة بين النّاس تحصدها
وزد رصيدك في الإيمان بالأملِ
واجعل لسانك في الأقوال منتهجاً
درب الحقيقة لا تلجأ إلى الذّللِ
وعد لماضٍ من الأخيار مقتبساً
نور الهداية آياتٍ من السّبلِ
الطّير يسبح محمولاً بجانحه
جنح الحقيقة محميٌّ من الوجلِ
بقلمي فادي مصطفى
تعليقات
إرسال تعليق