خانني جَلَدي:للشاعر القدير فادي مصطفى من سوريا
خانني جَلَدي
ما خنتُ شعريَ لكن خانني جَلَدي
فاللّيل أطول من أوصال معتقدي
كنتُ انتهجتُ طقوس الشّعر أوقدها
النّور مال وفرَّ الظّلُّ من جسدي
الحبرُ مرٌّ وطعم الحرف علقمهُ
لا يجلبُ الشّعر قوتاً فيك يا بلدي
كلّ الوعود تماهت في ضمائرها
يطغى الغياب على الآحاد في العددِ
لو كان حرفيَ شمسٌ في أعنّتها
تاء الأنوثة فاقت كلّ مجتهدِ
الرّوح تحزن والأقلام في خدرٍ
والقلب ينبض والأوراق في كمدِ
هذا النّديم برغم العوز يطلبني
برغم من سقطوا في حفرةِ البددِ
الجفن يحبس دمعاتي ويزجرها
والنّفس تشحذ سيفاً سُلَّ من رمدي
ما بين صمتي ونارٌ في الحشا اشتعلت
كسرتُ صخرة ترهيبٍ لمنتقدِ
وعدتُ أنثر آهاتي على تُرَبٍ
بين المواجع باقٍ غير مبتعدِ
شقائق الورد فاحت من جوارحها
والأجر كان خطاب الصّبر للولدِ
لم يبق في هذه الأيّام مُعترفاً
بفضل من فقد الأنفاس للأبدِ
تزاحمَ العتمُ في أوتار قافيتي
أأعزفُ الشّعر أم أبكي مداد يدي
أهجو العروبة أم أبكيك يا وطني
أبكي الخيانة أم أرثيك يا خلدي
ما صافح الغيث أرضاً واليباس بها
إلّا وعاد ربيعاً مزهراً بغدِ
لكنّ أرض بلاد العرب قد قفرت
رغم الشّتاء ورغم الوفر في المددِ
هل يخجل الحقّ من قولٍ يكون به
أم حامل السّيف يُبيقي الحقّ في الكبدِ
ما عدتُ أصبر والأصفاد في قدمي
سأكسر القيد رغم القلّ في العُددِ
أسائلُ الشّمس أن تبقى ليوم غدٍ
علّي سأُكملُ قبل العتم مُستندي
لا زيت عندي بقنديلي لأُشعلهُ
فالنّور حكراً لمن في سكرة الرّغدِ
خصر الغواية يُبدي الهزَّ في فرحٍ
وكاهل الشّعب مهزوزٌ من المَسَدِ
جاريتُ بعض خطوط المنع مُكتشفاً
أنّ الوفيّ فقط في نكسة العقدِ
وراسم الخطّ يجني من عوائده
في الصّبح يُنبئُ أنّ الصّبح لم يعُدِ
هل يرأف الشّرّ في أوزار ضائقةٍ
أم تسكن الرّيح لو يفنى بها جَلَدي
بقلمي فادي مصطفى
تعليقات
إرسال تعليق