الكرم والساقي:للشاعر فادي مصطفى من سوريا
الكرم والسّاقي
هذا بناني وهذا الكرم والسّاقي
ضاع البيان بريحٍ تحت أوراقي
يراودُ القبرُ نفسي ثمّ يرفضني
ويمنعُ الدّمع عن شطآن أحداقي
هل أكملُ الدّرب حتّى ينتهي مددي
أم أجرعُ السُّمَّ مجبولاً بترياقي
ما اعتدت أن أتركَ الجرذان سارحةً
أمام عيني ولا أروي عن الباقي
رأس القطيع بلا شكٍّ سيخذله
فحامل السّيف مهووسٌ بأعناقِ
من عاشر الموت فيمن مات يعرفه
وكاذبٌ من رأى من قصره الرّاقي
كلّ السّيوف أضاءت في معاركها
وينتهي صَدِئاً في غمده الواقي
أطلقت كفّيَ حتّى كدت أفقدهُ
وجدتُ نفسيَ محبوساً بأنفاقِ
أيعرف الصّمت أنّي لست أطلبه
حتّى يزيد بطوقٍ فوق أطواقي
براعم الشّوك تزهو حين مولدها
تصير شوكاً بميعادٍ وميثاقِ
لا تأتمن لوعود الصّاعدين إذا
أتاهمُ المجد لن تحظى بآفاقِ
كلّ الوعود أميتت بعدما وصلوا
فطالب المال لم يظفر بأخلاقِ
كلّ الأدلّة بانت من مكامنها
تُشرى وتدفن في موتٍ وإحراق
هلِ الوفاء عقابٌ للّذين به
سيرحل الكرم محمولاً مع السّاقي
بقلمي فادي مصطفى
تعليقات
إرسال تعليق