الفجو آتٍ:للشاعر الملهم فادي مصطفى من سوريا
الفجر آتٍ
أسرفتُ في نظم الشعور فصارا
من فرط حبّي يسبق الأنهارا
أوعزتُ للحرف اقتفاء مشاعري
صار الظّلام بليلتين نهارا
أوتعرفون الصّمت من مكنونه
كم أخرج الأشعار والأنوارا ؟
عاش القريض بفيء ما زرعت يدي
نبضي تفتّقَ خمرةً وشعارا
أعددتُ للطّير المهاجر فكرةً
لا شكّ تقطع دربه لو طارا
أنا ما تركت النّار تحت وسادتي
لكنّ نبضي يستمدُّ النّارا
ما كلّ هذا الجري في مضمار من
جعل الخزائن في يديه سوارا
أنّى نزلتم فالسّماء تظلّكم
واللهُ من جعل التّراب ستارا
يابيدر الفقراء مالسّرّ الّذي
أقصاك عنّا واتّخذت دثارا
أهلوك ذاقوا الويل من حرمانهم
وكأنّ محتلّاً علينا جارا
الفأر داهم آخر القمح الّذي
كنّا ملكنا واستحلّ الغارا
ما بال صوتك يا بلادي خافتٌ
أين الشّموخ.. ومن أراد العارا
طلب الأباة كفاف يومٍ فاختفت
كلّ المكامن والأمين احتارا
رغب الزّناة بقصر عزٍّ فانقضت
لهم الأوامر والظّلام توارى
النّائمون على الموائد أُتخِموا
هم يدّعون الزّهد والإصغارا
حُبست دموع الخائفين بغيمةٍ
ذهبت بريحٍ تسرق الأمطارا
الصّوت نام مودّعاً سهراتنا
ما عاد ينفع صوتنا لو ثارا
مات الحصاد وهاجرت أقماحنا
ما عاد للمحصول طفلٌ زارا
البحر أحجم عن شواطئ مركبي
فجعلتُ أتّخذ الشّعور إزارا
حتّى شراعي مُزّقت أطرافه
علناً أمامي قيّدوا الأنصارا
مرساتنا.. علقت بصخرة عجزنا
عن قول حقٍّ يكبت الإعصارا
أنحيدُ عن وجه الحقيقة مثل من
جلب المآسي للورى واختارا ؟
لا لن يطول اللّيل مهما حاولوا
فالفجر آتٍ يكشف الأنظارا
بقلمي فادي مصطفى
تعليقات
إرسال تعليق