اشتقت اليك:للشاعر كامل بشتاوي من سوريا
،،،اشتقت إليك،،،،،
فرُحتُ أبحثُ عنكِ
بينَ حطامِ الذاكرةِ
ومكامنِ الحروفِ
وأنا أصغي لصمتي
والقبراتُ تئنُ
من صقيعِ الشتاءِ
ومن العاصفةِ
التي تحطمت فيها
أحلامُ النوارسِ
قبلَ أن تقررَ الرحيلِ
وتتبعُها السنونو,,
لما لم تلملمُ أوجاعها
اسرابُ الحمامِ
وتحمي فراخَ الطيرِ
قبلَ وصولِ الريحِ
وقبلَ هطولِ المطرِ
فللمطرِ وقتٌ
وللعواصفُ مواسمٌ,,
اشتقتُ إليكِ
فانتفضي زنوداً
وسيوفًا ومعاولاً
فمواسمُ الياسمينِ
تعشقُ نزفُ السماءِ
فكوني الأرضَ
وكوني قمحُ الفقراءَ
كي تزهري لوزاً
وعشقاً واشتهاء,,
اشتقتُ إليكِ زهرة نارنج
وشتلة زعتر بري
وعشقاً يستريحُ
على ضفافِ الشتاتِ
مستسلمٌ للأملِ,,
كم مرةً زرتكِ خلسةً
فتهربُ الفراشاتُ
نحو نافذةِ الغروبِ
لتتركنا وحدنا
على أنينِ الجرحِ
نكابدُ أوجاعَ اللجوءِ
وهزائمَ الجيوشِ
والأحلامُ المسجونةِ
في تلافيفِ العقلِ
وسراديبُ اللاوعي,,
كم مرةً التقينا
فتشرقُ الشمسُ
قبلَ استيقاظ البراعمِ
وقبل موسم الحصاد
خوفاً من الريحِ,,
أحكُ حرفي بحرفي
علهُ يصبحُ قصيدةٌ
أو خاطرةُ مقدسيةً
أو ربما يصبحُ شجرةٌ
تستظلين بظلها
في صحراء ِالكلماتِ,,
فخيولٌ بني حمدان
تطاردُ الغيومَ
في سماءِ غرناطةَ
وتستعيدُ ملكَها المفقود
هكذا بضعةُ خيولٍ
تحررُ أندلسَ العربِ
فانتظري صهيلَ الخيلِ
وانسجي البيارقَ
ولونيها بألوانِ الحلمِ العربي,,
وقبل أن تستيقظي
تغتالني الكلماتُ أحياناً
فأسقطُ مغشياً علي
كأوراقَ الخريفِ
أو كوردةٍ خانها النهرُ
فغيرَ مجراهُ واستقالَ
حينما أصبحَ ييتماً
و في اوديةِ النخيلِ
يغازلُ بعضَ الجداولِ
ويعدُها باللقاءِ,,
فهل نلتقي كوردتين
على حافةِ نهرٍ
مازال على قيدِ الوطنِ
في زمن اختزالِ الغيمِ
في قوالبِ الثلجِ
وقتلِ الحقيقةِ
في نشرةِ الأخبار
اشتقتُ إليكِ
سنبلةً وبيدر قمحٍ
وسماءً وشاطئ بحرٍ ومطر
فمتى نلتقي
ليحاصرني عطر شالك
وأغفو مثل طفل صغير
بين ذراعيك
فمتى سنلتقي
كامل بشتاوي 27/1/2018/
تعليقات
إرسال تعليق