رسول الغيم : الشاعر المبدع فادي مصطفى من سوريا
رسول الغيم
كأنّكِ الفجرُ والدّنيا طيورُ
ويُعلنُكِ التّشهّدُ والعطورُ
سريركِ في هوى الغيمات يطفو
وشمسُ الوجد في شغفٍ تدورُ
على كتفِ الأماني صرتُ طيراً
ليُرسلَني إلى الآفاق نورُ
أنا والعتمُ غادرنا اللّيالي
ولكن لم يشاهدني الحضورُ
فقلبي كان معتلّاً بعشقٍ
وكلّ النّاس يملكُها الفتورُ
شريعتهم على الغابات فاقت
وهل في الغاب من طيرٍ يثورُ
سهامي لم تكن إلّا حروفاً
وسهم الحرف تكسره الصّخورُ
يعاتبني من الأزهار جيلٌ
يحبُّ بأن تجاريه السّطورُ
وسطري كان مجزوماً بقهرٍ
فكلّ مواقدِ الأحكام زورُ
صغيراً كنت أستجدي عبوراً
إلى الأحلام والإعياء سورُ
فهل للسّور أن يرتاح دوني
ويكبر في محاباتي الشّعورُ
ألا يا صاحبي لا تطلبنّي
إلى الأهواء والدّنيا شرورُ
فكيف النّور أن يبقى بليلي
وحكم اللّيل لا تهواه حورُ
عزيزاً كنت إذ كفكفتُ دمعي
فدربي ليس يدخله السّرورُ
سلال الخير لم تُملأ لخيرٍ
فشاهدة القبور لها قبورُ
إذا ذرفت مآقينا زهوراً
يظنّ البعض أنّ الحقّ جورُ
رسول الغيم خيطٌ قد تهادى
تمدُّ إليه أيديها البذورُ
فمن جعل المشاعر في سطورٍ
تُساكنهُ وتسكنهُ الطّيورُ
بقلمي فادي مصطفى
تعليقات
إرسال تعليق