جيش الصبابة:للشاعر الملهم فادي مصطفى من سوريا
جيش الصّبابة
عانقتها حين انتظرتُ عناقا
واللّيل بعثرَ في الهوى أوراقا
قمرٌ تحجّجَ بالغيوم ونوره
من كلّ فجٍّ كلّلَ الأحداقا
يا درّة العقد الثّمين بليلتي
كم كان ثغرك باللّمى برّاقا
مشّطتُ شِعري في غوى أهدابها
فغدا الشّعور معطّراً رقراقا
كم صار حلواً مرّها بلقائها
عسلٌ تقطّرَ شهدهُ بل فاقا
لولاك يا عتم اللّيالي ما بدا
قمرٌ ليعطي مهجتي التّرياقا
جودي على قلبٍ يضيق وريده
في لمسةٍ كي يفتح الآفاقا
تجثو على الآفاق أحلامي الّتي
أجّلتُها حتّى نصيرَ رفاقا
وتر الطّفولة من ليونة معصمي
للآن يعزف للقلوب صداقا
حقّقتُ بعضي حينما نال الهوى
ممّا نسجتُ تقطّراً وبراقا
وقطفتُ كلّي في سلالك موسماً
للحبِّ يجني الورد والدّرّاقا
حين امتشقتُ من الغياهب ريشتي
أدركتُ كم كان الجوى حرّاقا
كلّ البياض اصفرَّ من بوح الأسى
حتّى عزمتُ بأن أخوض سباقا
ونسجتُ من خيط المشاعر بسمةً
وكسرتُ فيها البَينَ والأشواقا
جلّ الّذي أسلوه دندنة الهوى
لحن المشاعر يزدهي استحقاقا
كتّمتُ إحساساً بجيش صبابتي
حتّى ملكتُ الإزرَ والأبواقا
فتكاثف الزّخم المضيءُ بغيمةٍ
هطلت هياماً دافئاً مغداقا
كلّ الرّوابي بالشّقائق أزهرت
حين الثّرى من هطل حبّي ذاقا
أجّجتُ وجداً كان منّي مورقاً
صفصافةٌ أغصانها تتلاقى
مازلتُ أجتزئُ الغرام بصفحتي
كي لا يفيض من السّدود دفاقا
لطفاً أقتّرُ من جحافل غيدقي
خوفاً على جبلٍ يذوب عناقا
بقلمي فادي مصطفى
تعليقات
إرسال تعليق