متى:للشاعر المتالق فادي مصطفى من سوريا
متى. ( تفعيلة الوافر)
متى ألقاك يا زمناً
يفوز بوصله غيري
بتكسيري وتصغيري وتفقيري
أنا المنسيُّ في دوّامة البحرِ
وفي سكّينة النّحرِ
أنا المنسيُّ في أملي
وفي أعجوبة السّحرِ
جميع أرانب المسحور قد خرجت ولم أخرج
حماماتٍ يطيّرها ويفرح لونها الجمهور في اللّهوِ
جناحي كان مكسوراً ولم أنظر إلى البهوِ
متى يا صوت تخرج من مزاميري
متى يا حظّ تمشي في هوى سيري
فكم شاهدت صيّاداً يصيد السّمكة الكبرى
وفي سنّارتي علقت
حراشف سمكةٍ صغرى
أنا ما عدت صيّاداً
وكم شاهدت عشّاقاً بأشعاري تغنّوا وابتسمت لهم
ولم أُرزق بعاشقةٍ لتعتيري
أنا ظرف الرّسالات الّتي بعثت إلى العشّاق وانتُعشت
ولكن بعد أن فُتحت
رُميتُ بسلّة الأقدار من بؤسي
أنا السّور الّذي خلفي تخبّئ طفلةٌ لعبة
ولم ألعب
أنا النّور الّذي تحتي تُحلّ مسائلٌ صعبة
ولم أتعب
أنا قنديل من ساروا
أنا بجناح من طاروا
فما سارت حكاياتي ولا طارت حماماتي
فهل أحظى بمنجاتي
أتعرفُ يا أخي أنّي كمنديلٍ إذا مسحوا
جبين مواسم التّعبِ
أتعرف يا أبي أنّي كساقيةٍ روت بيّارة الأدبِ
ولم أشرب من الكتبِ
أنا يا ليل دفءٌ للّذي عشقا
أنا يا شمس ظلٌّ للّذي مرقا
أنا البوّاب إن جاؤوا إلى المنبر
فمن أكبر أنا أم خشبة المعبر
لماذا لم يكن لي ظلّ من ظلّوا
لماذا لم يكن لي أجر من صلّوا
( لأنّي لست بعثياً، لأنّي لست شوعيّاً، لأنّي لست قوميّاً وشرقيّاً وغربيّاً )
أنا بإرادة الشّعب الّذي قدّرتُ أن يصحوا
ويعرف من به ضحّوا
هل الأمّيّ بالخطأ حبيس مرافئ الظّمأ بلا كلأ ؟
عرفتُ هويّة الألم من الجدّ إلى جدّي
وخضتُ بصحوة القلمِ من الحدّ إلى حدّي
عروبيّون لم نؤمن بمن بالدّين قسّمنا
وشتّتنا وفرّقنا وبعد الضّعف قتّلنا
إذا جاء الشّتاء ستنبت بذرة التّوحيد بالصّفّ
وكفٌّ في جزائرنا سيشبك في هوى كفّي
وقبلتنا
ستبقى المسجد الأقصى
من الأقصى إلى أقصى
وأحلامي إذا كنتم بدائرتي كعنقودٍ بداليتي
أداريه وأحميه وأربط موسمي فيه
وقبل القطفة الأولى
يجيء الطّير يخفيه ولم أيأس
سأنتظر الشّتاء لكي يأتي لمرّاتٍ ومرّاتِ
فكلّ قصائدي كانت
بترتيلٍ بأصواتي
وما زالت تفوح كنسمة الصّبح
على الآمال بالرّبح
ستزهر في حدائقنا بيومٍ بعض أزهارِ
ولا بدّ الهوى يمشي بأوتاري
وأمطاري...
إذا ما كنت في محنٍ ستهمي في ربا داري
وينعتق الهدى من بئر أسراري
ويبتسم الهوى من صلب تفكيري
وأنسى بؤس تكسيري وتصغيري وتفقيري
وأمشي في هوى سيري
إلى أحلام تغييرِ
إلى أن ألتقي زمناً
يفوز بوصله غيري
بقلمي فادي مصطفى
تعليقات
إرسال تعليق